خطبتى الجمعة من المسجد الحرام 28167010
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام 28167010
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 خطبتى الجمعة من المسجد الحرام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


ذكر عدد المساهمات : 1237
تقييم الأعضاء : 1
تاريخ التسجيل : 03/01/2011
الموقع : https://startimes17.yoo7.com

خطبتى الجمعة من المسجد الحرام Empty
مُساهمةموضوع: خطبتى الجمعة من المسجد الحرام   خطبتى الجمعة من المسجد الحرام Icon_minitimeالثلاثاء يناير 31 2012, 19:03

Smile Smile



خطبتى الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب - حفظه الله -

خطبة الجمعة بعنوان: "أسباب العقوبات"،

والتي تحدَّث فيها عن أسباب العقوبات العامة التي يُنزِلُها الله على الأمم، وذكر من أعظمها:

الشرك بالله، والظلم، وانتشار الفواحِش، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

وغير ذلك من الأسباب، ودلَّل على ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة.

إن الحمد لله، نحمده ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،

من يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل لا هادي له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

فإن خيرَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،

وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة.

ثم إن خيرَ الوصايا: الوصية بتقوى الله تعالى، فما جاوَرَت قلبًا إلا سلِم، ولا خالطَت عقلاً إلا رجِح،

وما تلبَّس بها أحدٌ إلا صلح،

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70)

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
[الأحزاب: 70، 71].

أيها المسلمون:

كل البشر يسعَون إلى الحياةِ الهانِئة السعيدة، ويُسخِّرون كل إمكاناتهم وطاقاتهم لتجنُّب أسباب الشقاء والعذاب؛

فضلاً عن الفناءِ والهلاكِ، فإذا تحقَّق لهم خيرٌ حافَظوا عليه بكل الوسائل وخافوا من فواته أو نقصِه.

وكم من أمةٍ كانت آمنةً مُطمئنَّةً تُجبَى إليها ثمراتُ كلِّ شيءٍ، ويأتيها رزقُها رغدًا من كل مكانٍ،

لم يخفِق فيها قلبٌ من خوفٍ، ولم تتضوَّر نفسٌ من جوعٍ، فانقلبَت أحوالُها في طرفةِ عينٍ،

فإذا بالنعمةِ تزول، وإذا بالعافيةِ تتحوَّل، وإذا بالنِّقمةِ تحِلُّ.

وكم حكَى الزمانُ عن دولٍ وأممٍ وأفرادٍ وجماعات أتَت عليهم عقوباتٍ تستأصِلُ شأفتَهم، وتمحُو أثرَهم،

لا ينفعُ معها سلاحٌ ولا تُغني معها قوَّةٌ، وكلُّ أحدٍ من البشر له مدفعٌ ومنه حِيلة،

ولا ملجأَ من ربِّنا ولا منجَا منه إلا إليه، فهو القويُّ القاهِر، والعزيزُ القادِر،

وهو العظيمُ الذي لا أعظمَ منه.

ولله مع خلقهِ أيامٌ وسُنن؛ فأين ثمود وعاد؟ وأين الفراعِنةُ الشِّدادُ؟ أين من قدُّوا الأرضَ ونحَتوا الجبال،

وحازوا أسباب القوة واحتاطوا للنوائِب؟ لما نسُوا اللهَ أوقعَ بهم بأسَه، فصاروا بعد الوجودِ أثرًا،

وأصبحوا للتاريخ قصصًا وعِبرًا،

{ فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ

وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُون }
[العنكبوت:40].

عباد الله:

إن سنةَ الله لا تُحابِي أحدًا، وليس لفردٍ ولا لمُجتمعٍ حصانةٌ ذاتيةٌ،

وحين تُقصِّرُ أمةٌ في توقِّي أسباب المصائب العامة فإن عليها أن تتقبَّل نتيجةَ التقصير،

والسعيدُ من اتَّعَظَ بغيره، وليست أمةٌ بمنأَى عن العذابِ إذا عقَدَت أسبابَه،

ولا في مأمنٍ من العقابِ إن سلَكَت سبيلَه وفتحَت للذنبِ أبوابَه،

ولذلك أكثرَ الله تعالى من وعظِ هذه الأمةِ بمصارعِ الأمم الغابِرة،

وحذَّر الآمنين من مكرِه الذين لا يُقدِّرون اللهَ حقَّ قدره، ولا يقِفون عند نهيِه وأمرِه،

فقال - عز وجل -:

{ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُون (45)

أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِين (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيم }،

وقال - عز وجل -:

{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُون (97)

أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُون (98)

أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون (99)

أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا

أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُون }
[الأعراف: 97- 100].

إن الأمنَ من مكر اللهِ كبيرةٌ من الكبائِر؛ عن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال:

"الكبائِرُ: الإشراكُ بالله، والأمنُ من مكرِ الله،

والقنوطُ من رحمة الله، واليأسُ من روحِ الله"؛

رواه الطبراني والبيهقي.

ولهذا كان أعرفُ الخلقِ بربِّه وأخشاهم له - صلى الله عليه وسلم -

إذا رأى غيمًا أو ريحًا عُرِف ذلك في وجهه،

فسُئِل عن ذلك فقال:

( ما يُؤمِّنُني أن يكون فيه عذابٌ، قد عُذِّبَ قومٌ بالريح، ورأى قومٌ العذابَ فقالوا : {هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} )
[الأحقاف: 24])؛ متفق عليه.

أيها المسلمون:

لقد أخبرَ - عليه الصلاة والسلام - عن أنواع المصائب التي كان يخشَى أن تنزل بأمَّته،

وحذَّرَهم من أسبابِ نزولها،

فقال عليه الصلاة و السلام :

( يا معشر المُهاجِرين! خمسٌ إذا ابتُليتُم بهنَّ وأعوذُ بالله أن تُدرِكوهن: لم تظهر الفاحِشةُ في قومٍ قطُّ

حتى يُعلِنوا بها إلا فشَا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن مضَت في أسلافِهم الذين مضَوا،

ولم ينقُصوا المِكيالَ والميزانَ إلا أُخِذوا بالسنين وشِدَّة المَؤونَة وجَور السلطان عليهم،

ولم يمنَعوا زكاةَ أموالهم إلا مُنِعوا القطرَ من السماء، ولولا البهائمُ لم يُمطَروا،

ولم ينقُضوا عهدَ الله وعهدَ رسوله إلا سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخَذوا بعضَ ما في أيديهم،

وما لم تحكُم أئمتُهم بكتابِ الله ويتخيَّروا مما أنزلَ اللهُ إلا جعلَ اللهُ بأسَهم بينهم )

أخرجه ابن ماجه، والحاكمُ وصحَّحه، ووافقَه الذهبيُّ.

فظهورُ الفاحِشةِ في واقعِ المُسلمين وفي وسائل الإعلام، والتطفيفُ في المُعاملات،

ومنعُ الزكاةِ، وخِيانةُ الأمانة، ونقضُ العهود، وتحكيمُ الهوى ونبذُ الشريعة؛

تلك هي أكبرُ أسباب المصائب العامة التي إذا نزلَت بقومٍ لم يسلَم من وطأَتها أحدٌ.

ومن أسباب العقوبات العامة: ما أخبرَ عنه المُصطفى - صلى الله عليه وسلم -

بقوله:

( في هذه الأمةِ خسفٌ ومسخٌ وقذفٌ )

فقال رجلٌ من المُسلمين: يا رسول الله! ومتى ذاك؟

قال:

( إذا ظهرَت القَيناتُ والمعازِف، وشُرِبَت الخُمور )؛
رواه الترمذي.

قال ابن القيم - رحمه الله -:

"المسخُ واقعٌ في هذه الأمةِ ولا بُدّ، وهو في طائفتين: علماء السوء الكاذبين على الله ورسوله،

الذين قلَبوا دينَ الله وشرعَه، فقلبَ الله تعالى صُورَهم كما قلَبوا دينَه، والمُجاهِرين المُتهتِّكين

بالفسقِ والمحارِم، ومن لم يُمسَخ منهم في الدنيا مُسِخ في قبره أو يوم القيامة".

أيها المؤمنون:

إن المسؤولية في المُجتمع على كلِّ فردٍ فيه، وجاء الأمرُ باتقاءِ المصائب العامة مُوجَّهًا إلى كل أحدٍ، كلٌّ بحسَبِه،

قال الله - عز وجل -:

{ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً }
[الأنفال: 25].

قال ابن عباس - رضي الله عنهما -:

"أمرَ اللهُ المؤمنين ألا يُقِرُّوا المنكرَ بين ظهرانَيهم، فيعُمَّهم اللهُ بالعذابِ،

يُصيبُ الصالحين منهم ما أصابَ الناسَ، يهلِكون مهلكًا واحِدًا، ويصدُرون مصادر شتَّى، يبعثُهم الله على نيَّاتهم".

عباد الله:

إن اتقاءَ هذه المصائب العامة لا يكونُ إلا بتوقِّي أسبابها، والظلمُ من أعظم أسباب العذاب العام،

فبسببه هلَكَت الأممُ السالِفة والقرونُ الخالية، وبسببه تسقُط الدولُ، وتهلَك القُرى،

{ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا }
[الكهف: 59]،

{ وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِين }
[الأنبياء: 11].

والله - عز وجل - يُمهِلُ ولا يُهمِلُ،

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

( إن اللهَ ليُملِي للظالمِ حتى إذا أخذَه لم يُفلِته، ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيد}
[هود: 102])؛ )

أخرجه البخاري.

فاحذَروا ظلمَ العباد وهضمَ حقوق العُمَّال والضعفاء، فضلاً عن المظالمِ العامة التي يطالُ ضررُها الكثيرين.

ومن الظلمِ: خُذلان المظلوم والتخلِّي عن نُصرته؛ فإن ذلك مُؤذِنٌ بالعقوبة،

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

( إن الناسَ إذا رأوا الظالمَ فلم يأخُذوا على يديه أوشكَ أن يعُمَّهم الله بعقابٍ )؛

أخرجه الترمذي، وقال: حديثٌ صحيحٌ.

وأشدُّ الظلمِ ما يُسبِّبُ فواتَ الدين أو النفسِ أو العرضِ أو المالِ.

أيها المؤمنون:

والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المُنكر أمَنَةٌ من العذابِ،

{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُون }
[هود: 117]؛

فما أعظمَ بركةَ المُصلِحين، وما أقبحَ أثرَ الناسِ عليهم!

ومن سُنَّةِ اللهِ في عباده:

أن المُنكَر إذا فشَا فيهم ولم يُغيِّروه فإن العقوبةَ تشملُهم والعذابَ يعُمُّهم،

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

( إن اللهَ - عز وجل - لا يُعذِّبُ العامةَ بعملِ الخاصَّة حتى يرَوا المُنكَرَ بين ظهرانَيهم،

وهو قادِرون على أن يُنكِروه فلا يُنكِروه، فإذا فعَلوا ذلك عذَّبَ اللهُ الخاصةَ والعامةَ )؛

أخرجه الإمام حمد، وحسَّنه الحافظُ ابن حجر.

وعن النعمان بن بشيرٍ - رضي الله عنه -،

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

(مثَلُ القائمِ على حُدود الله والواقعِ فيها كمثَل قومٍ اتَهَموا على سفينةٍ،

فأصابَ بعضُهم أعلاها وبعضُهم أسفلَها، فكان الذين في أسفلِها مرُّوا على من فوقَهم،

فقالوا: لو أنَا خرَقنا في نصيبِنا خرقًا ولم نُؤذِ من فوقنا، فإن يترُكوهم وما أرادوا هلَكوا جميعًا،

وإن أخَذوا على أيديهم نجَوا ونجَوا جميعًا)؛

أخرجه البخاري.

وعن زينب بنت جحشٍ - رضي الله عنها -

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

( لا إله إلا الله، ويلٌ للعربِ من شرٍّ قد اقترَب، فُتِح اليوم من ردمِ يأجُوجَ ومأجوجَ مثلُ هذه )

- وحلَّقَ بأُصبعه الإبهام والتي تلِيها -.

قالت زينبُ: فقلتُ: يا رسول الله! أنهلَكُ وفينا الصالِحون؟ قال: (نعم، إذا كثُر الخبَثُ)؛
متفق عليه، واللفظُ للبخاريِّ.

وأخرج الإمامُ أحمد، والترمذي وحسَّنه من حديثِ حُذيفةَ بن اليمان

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

( والذي نفسي بيده؛ لتأمرنُّ بالمعروف ولتنهَوُنَّ عن المُنكَر، أو ليُوشِكَنَّ اللهُ أن يبعثَ عليكم عقابًا منه، ثم تدعُونَه فلا يُستجابُ لكم )

وقال - عليه الصلاة والسلام -:

( ما من قومٍ يُعمَلُ فيهم بالمعاصي ثم يقدِرون على أن يُغيِّروا ثم لا يُغيِّروا إلا يُوشِكُ أن يعُمَّهم اللهُ منه بعقابٍ )؛
أخرجه الإمام أبو داود.

عباد الله:

ومن أسباب العقوبات العامة: كُفران النِّعم،

{ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ
فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون }
[النحل: 112]،

الجوعُ والخوفُ شبَحٌ يُرعِبُ كلَّ الأحياء، ولقد قال: (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ) ولم يقُل: كفَرَت باللهِ؛

ذلك أن كُفران النِّعَم سبب الجُوع والخوف، وسببُ الفتن والاضطرابِ في الأمن والمعايِش،

وإنما تثبُت النعمةُ بشُكر المُنعِم.

وإن اللهَ تعالى أعطَى فأجزَل، وأنعمَ فتفضَّل،

{ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا }
[إبراهيم: 34]،

وقد وعدَ - سبحانه - وأوعدَ، فقال - وهو القادِر -:

{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد }
[إبراهيم: 7].

ومن كُفران النِّعَم: الإسرافُ والتبذيرُ، وإهانةُ الطعام، والطغيان، والتباهِي بما يجلِبُ سخطَ اللهِ ومقتَه.

أيها المسلمون:

ومن أسباب العقوبات العامة: الغفلةُ والإغراقُ في اللهو والعبَث؛ جاء في "المُسند"

عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه -

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

( إذا رأيتَ اللهَ يُعطِي العبدَ من الدنيا على معاصيه ما يُحِبُّ، فإنما هو استِدراجٌ )

ثم تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى :

{ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُون }
[الأنعام: 44]».

قال الحسنُ - رحمه الله -: "مكِر بالقومِ - وربِّ الكعبة -، أُعطُوا حاجتهم ثم أُخِذوا".

وقال قتادة: "بغَتَ القومَ أمرُ الله، وما أخذَ اللهُ قومًا قطُّ إلا عند سَكرتهم وغِرَّتهم ونِعمتهم".

فلا تغترُّوا باللهِ، إنه لا يغترُّ إلا القومُ الفاسِقون، وحاذِروا الترَفَ، والرُّكونَ إلى الدنيا والتسابُقَ فيها؛

فإنه الداءُ الذي أهلكَ الأممَ السابقة، وهو ما حذَّرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أمتَه منه،

حين حذَّرَها من فتنةِ الدنيا والتسابُق فيها،

فقال:

( فواللهِ ما الفقرَ أخشَى عليكم، ولكن أخشَى أن تُبسَطَ عليكم الدنيا كما بُسِطَت على من كان قبلَكم،

فتنافَسُوها كما تنافَسُوها، وتُهلِكَكم كما أهلكَتهم )؛ متفق عليه.

وقال: «إني مما أخافُ عليكم من بعدي ما يُفتَحُ عليكم من زهرة الدنيا وزِينتها»؛ متفق عليه.

ومن أعظمِ أسباب العقوبات العامة: انتشارُ الفواحِش والزنا، وأسباب الفُسوق المُؤدِّية إليها،

قال الله - عز وجل -:

{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا }
[الإسراء: 16]،

وقال - صلى الله عليه وسلم -:

( لم تظهَر الفاحِشةُ في قومٍ قطُّ حتى يُعلِنوا بها إلا فشَا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن مضَت في أسلافهم الذين مضَوا )
أخرجه ابن ماجه، والحاكمُ وصحَّحه.

فحافِظوا على أمنِكم - أيها المؤمنون -، وحاذِروا غضبَ الجبَّار، وتوقَّوا أسبابَ غضبه لعلكم تتقُون.

باركَ الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم، أقول قولي هذا،

وأستغفر الله تعالى لي ولكم.



الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقه وامتِنانه،

وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه،

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه الداعِي إلى رِضوانه، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه،

وعلى آله وأصحابِهِ ومن تبِعَهم بإحسانٍ.

عباد الله:

والسببُ الذي ترجِعُ إليه كلُّ أسباب العقوبات العامة بعد الشركِ بالله: هو الذنوبُ والمعاصِي؛

فهي التي تُزيلُ النِّعَم، وتُحِلُّ النِّقَم، وتُحدِثُ في الأرضِ أنواعًا من الفساد في الماء والهواء،

والزروعِ والثِّمارِ، والمساكِن والأرزاق، والأمنِ وسائرِ الأحوال،

قال تعالى:

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون }
[الروم: 41]،

وقال - سبحانه -:

{ أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ

وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ

وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِين }
[الأنعام: 6]،

وقال - سبحانه -:{ فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ }،

وقال - عزَّ من قائلٍ -:

{ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير }
[الشورى: 30].

وما المعاصي إلا خرابٌ للديارِ العامِرة، وسلبٌ للنِّعَم الظاهِرة والباطِنة، فبادِروا بالتوبةِ والاستِغفار؛

فذلك أمانٌ من العذابِ،

{ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون }
[الأنفال: 33]،

الاستِغفارُ سببٌ لرحمةِ الله ولُطفه،

{ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون }
[النمل: 46].

وكذا الإيمانُ والتقوى،

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ }
[الأعراف: 96]،

أما إذا غيَّر العبادُ أو بدَّلوا فإن سننَ الله لا تُحابِي.

اللهم إنا نعوذُ بك من زوالِ نعمتك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نِقمتك، وجميعِ سخَطك.

هذا؛ وصلُّوا وسلِّموا على النبي المُصطفى والرسول المُجتبى،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابتهِ الغُرِّ الميامين،

اللهم ارضَ عن الأئمة المهديين، والخلفاء الراشدِين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ،

وعن سائر صحابةِ نبيِّك أجمعين، ومن سارَ على نهجِهم واتبع سنَّتهم يا رب العالمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين،

واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوءٍ أو فُرقة فرُدَّ كيدَه في نحرِهِ، واجعل تدبيرَه دمارًا عليه.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا،

اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ،

اللهم وحِّد به كلمةَ المسلمين، وارفع به لواءَ الدين،

اللهم وفِّق وليَّ عهده وسدِّده وأعِنْه على ما حُمِّل، واجعَله مُبارَكًا مُوفَّقًا لكل خيرٍ وصلاحٍ.

اللهم ادفع عنا الغلا والوبا، والربا والزنا، والزلازل والمِحَن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بَطَن.

اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم اجمَعهم على الحقِّ والهدى،

اللهم احقِن دماءهم، وآمِن روعاتهم، وسُدَّ خَلَّتهم، وأطعِم جائعَهم، واحفَظ أعراضَهم.

اللهم عليك بالطُّغاة الظالمين،

اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونَكَ.

اللهم كُن لإخواننا في سُورية، اللهم أصلِح أحوالَهم، واحقِن دماءهم، وآمِن روعاتهم،

يا حيُّ يا قيُّوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين.

اللهم انصر المُستضعَفين من المسلمين في كل مكان، واجمعهم على الحق يا رب العالمين،

اللهم انصرهم في فلسطين على الصهاينة المُحتلِّين، اللهم عليك بأعداءِ الدين فإنهم لا يُعجِزونَك،

اللهم عليك بالطُّغاة والظالمين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونَكَ.

{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
[البقرة: 201].

اللهم اغفر ذنوبنا، واستُر عيوبَنا، ويسِّر أمورنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالنا،

ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم، إنك سميعُ الدعاء.

نستغفِرُ الله، نستغفِر الله، نستغفِرُ اللهَ الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيُّومَ ونتوبُ إليه،

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين،

اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا

غيثًا هنيئًا مريئًا سحًّا طبقًا مُجلِّلاً عامًّا نافعًا غيرَ ضارٍّ، تُحيِي به البلاد، وتسقِي به العباد،

وتجعلُه بلاغًا للحاضرِ والبادِ.

اللهم سُقيا رحمة، اللهم سُقيا رحمة، اللهم سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرق.

ربَّنا تقبَّل منا إنك أنت السميعُ العليم، وتُب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم.

سبحان ربِّك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين،

والحمد لله رب العالمين.


المصدر: منتدى شباب الجزائر لكل العرب - من قسم: منتدى الدين الاسلامي الحنيف

o'fjn hg[lum lk hgls[] hgpvhl




أخلاقنا الإسلامية العظيمة

Posted: 30 Jan 2012 07:57 AM PST


أخلاقنا الإسلامية العظيمة

أخلاقنا الإسلامية العظيمة

المـــروءة والشهامة

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

أحمد الله و أستعينه و أستغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .

يقول الشاعر :

إن المروءة ليس يدركها امرؤٌ ورث المكـارم عن أبٍ فأضاعها

أمرته نفسٌ بالـدناءة و الخنا و نهته عن سُبُل العـلا فأطاعهـا

فإذا أصاب من المكارم خُلَّةً يبني الكريمُ بهـا المكــارم باعها

و يقول آخر :

مررتُ على المروءةِ و هي تبـكي فقلتُ : عَلامَ تنتـحبُ الفتاة ؟

فقالت : كيف لا أبـكي و أهلي جمـيعاً دون خَـلق الله مـاتوا

المروءة و الشهامة من الخصال الأصيلة يوجد أغلبها فى الرجال و بعضها فى النساء .

ذلك لأن المروءة فى بعض الأحيان تستلزم نوعاً من القوة و الشجاعة .

و لكن ما هى نوعية أهل المروءة و الشهامة ؟؟ و كيف نعرفهم ؟؟

إنها المروءة و الشهامة التى جعلت سعيد بن العاص رضى الله عنه يقول لأبنائه عندما كان يحتضر :

" يا بَنِيَّ ، لا تفقدوا إخواني مني عندكم عين وجهي ، أَجْرُوا عليهم ما كنتُ أُجْرِي ،

و اصنعوا بهم ما كنت أصنع ، و لا تُلْجِئُوهم للطلب ؛ فإن الرجل إذا طلب الحاجة اضطربت أركانه ،

و ارتعدت فرائصه ، وَ كَلَّ لسانه ، و بدا الكلام في وجهه ، اكفوهم مئونة الطلب بالعطية قبل المسألة ؛

فإني لا أجد لوجه الرجل يأتي يتقلقل على فراشه ذاكرًا موضعًا لحاجته فعدا بها عليكم

لا أرى قضى حاجته عوضًا من بذل وجهه ،

فبادروهم بقضاء حوائجهم قبل أن يسبقوكم إليها بالمسألة "

فهل رأيتم مروءة كهذه بين البشر من هذا الصنف النادر بعد مروءات و شهامات الأنبياء و الرسل ؟؟

تحضره الوفاة و يتذكر كرامة الإنسان المحتاج و قضاء حاجته قبل السؤال .

يا الله يا لها من أخلاق كريمة .

و قد كان الناس فى وقت ليس بالبعيد يتمتعوا بالمروءة و الشهامة

فتجد الجار الذى يتصدى لأى أحد يضايق جارته فى الطريق و يحافظ عليها تماماً كأخته .

و كنا نرى التطوع و المبادرة لمساعدة عابر الطريق و صاحب الحمل الثقيل .

كنا نشاهد وقوف الصغير عند مرور الأكبر سناً إحتراماً و توقيراً و تأدباً .

و لا أقول بأن هذه المظاهر إختفت تماماً و لكنها قلت كثيراً عن ذى قبل .

و قد قيل أن المروءة كمال الرجولة و الشهامة كمال الإنسانية .

و القصة التالية يرويها عن نفسه بن ميمون من أصحاب المروءات :

حججت على أيام الخليفة العبّاسي هارون الرشيد فرأيت في الحجّ امرأة تبكي بكاءً مُرّاً ،

فاقتربت منها ، فسمعتها تقول : أيا عمرو فيم تجنبتني سكبت دموعي و عذّبتني

فلو كنت ياعمرو أخبرتني أخذت حذاري فما نلتني

قال : فقلت لها : من عمرو هذا ياأمة الله ؟

ففزعت عندما فوجئت بوجودي فقلت لها : لاتخافي ، إنّما أنا عبدٌ من عباد الله ،

لعلّي أكون في حاجتك فمن عمرو ؟

قالت : عمرو هذا هو زوجي ، و قد تبعني قبل الزواج ، و امتنعت عنه و احتال على الزواج منّي كلّ حيلة ،

حتى شاء الله و تزوجته ، و لكنه هجرني .

قلت : أهجرك لموجدةٍ أو نفور ؟

قالت : لا والله ، بل لشدة حبّ .. فقد ضاق بنا العيش ، و أشفق عليّ .. فذهب يلتمس عملاً ،

قد يكون فيه سعة لي وله ..

قلت : و أين هو ؟ قالت: في ( جدّة ) يعمل في البحر .

قلت : سأجمع بينكما إن شاء الله ، فصفيه لي ..

قالت : لاتهزأ بي ياعبد الله ..

قلت : إنّني فاعل إن شاء الله ، و لن يخيّب الله مسعاي ،

قالت : هو أحسن من تراه ، طلقٌ محياه ، مليئةٌ بالحبِّ عيناه ، و ليس في القلب سواه .

قال ابراهيم : ركبت و ذهبت إلى جدّة ... و ناديت عند المكان الذي حددته ،

ياعمرو .. ياعمرو.. فخرج إليّ رجل ما ارتبت لحظةً في أنه هو ..

و لما اقترب منّي ، أنشدته ما سمعت من زوجته ..

فعانقني و قال : إنما أنت رسولها ..

قلتُ : نعم .. فهل تعود معي إليها ؟ ..

قال : والله إنّ هذا لأحبُّ شيء إلى نفسي ، لكنّي أسعى إلى السعة ..

قلت : كم يكفيك لمعاشك في العام ؟ قال : ثلاثمائة دينار..

قلت : فهذه ثلاثة آلاف لعشر سنين ، فإذا نفدت أو أوشكت فأرسل إليّ بمن يحمل إليك غيرها..

يقول الراوي : و أعدته إلى زوجته ، ولم يكن أحدٌ أسعد منهما بذلك إلاّ أنا .

إن الحياة بدون مروءة و شهامة حياة ينقصها رونقها و بريقها الذى يضفى عليها البهجة و السعادة

لأن الإنسان يسعد عندما تمتد إليه يد اخرى تساعده دون طلب و تعاونه دون من أو اذى .

الحياة تحتاج اليوم قبل أى زمن مضى إلى مروءة حقيقية حيث كثرت الفتن و إنتشر القتل و الكذب .

الحياة تحتاج إلى الشهامة لكى تكتمل المعانى الإنسانية السامية التى حث عليها ديننا العظيم

و حتى قبل ظهور الإسلام .

كما حدث فى عهد سيدنا موسى عليه السلام عندما غلبت عليه شهامته و مروءته

و ساعد إبنتى سيدنا شعيب فى الحصول على الماء و لم ينتظر جزاءاً و لا أجراً .

و لكن المكافأة جاءته بأن تزوج إحداهما .

هيا بنا نعيد إلى الحياة أحلى ما فيها من أخلاق .

تأدب غير مُتكِلٍ على حسبٍ و لا نسبِ

فإن مروءة الرجل الشـريف بصالح الأدب

أقوال فى المـــروءة و الشهامة :-

من القرآن الكريم :-

{ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا

قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ

فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ

فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }

القصص 40

من السنة المطهرة :-

[ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم

أحسن الناس ، و أجود الناس ، و أشجع الناس ،

قال : و قد فزع أهل المدينة ليلة ، سمعوا صوتا ،

قال : فتلقاهم النبي صلى الله عليه و سلم على فرس لأبي طلحة عري ،

و هو متلقد سيفه ، فقال :

( لم تراعوا لم تراعوا ) .

ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

( وجدته بحرا ) . يعني الفرس )

الراوي : أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه

المحدث : البخاري

المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 3040

خلاصة حكم المحدث : صحيح
Smile Smile
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://startimes17.ahlamoontada.com
 
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  عظمة يوم الجمعة ........................
» دعاء الجمعة.........
»  شاهد بث مباشر بسرعة عالية لمكة المكرمة والمسجد الحرام على النت
» حرق المسجد الأقصى
» فضائل المسجد الاقصى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الإسلامية على مذهب السنة و الجماعة :: القرآن الكريم-
انتقل الى:  
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام 837707735

ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

https://i.servimg.com/u/f46/12/36/04/46/anai_c11.gif