الشيـاب و الريــادة
دخلت وزارة الشياب و الريادة ( التي استحدثت مؤخرا ) لاستفسر عن بعض الامور الريادية من باب الفضول لا غير , و بينما أنا اتجول في اروقتها لامست انها ترسخ ما كتب على اللافتة المعلقة بباب مقرها للشياب و الريادة , فكانت الاغلبية شيبا فكرا و عقلا قبل ان يشيبوا فيها فعلا و أفعالا , و لا تختلف مكاتبها كثيرا ( اداريا و فكريا ) عن المكاتب الاخرى نفس المكاتب و نفس العقليات و البيروقراطية ( رغم ان لها رونق خاص ) و لم استغرب قبلها او بعدها السبب في تأخر الاصلاحات في ذلك القطاع و التمست لهم الاعذار في تأخر التكفل باهتمامات " الشياب " بسبب ثقل عقولهم قبل تحركاتهم ( المساكين ) و عرفت سبب تشبثهم لآرائهم و ازدرائهم لآرائنا نحن الشباب لما لمسته من تعنت و تصلب للمواقف و رفض النصائح بسبب الهرم و هرم العقول طبعاً و حتى انها لا تتحمل التفكير كثيرا و طويلا و تلجأ للحلول السهلة السريعة و العودة للقيلولة الفكرية قبل الجسدية و العيش في انجازات الماضي و التشبث بكل ما له صلة به من بنايات و منشآت و دور العجزة القديمة كنوع من الوفاء و الحنين للزمن القديم و ما لامسته اكثر هو التعامل بالعاطفة قبل العقل و المنطق و طبعا بسبب السن و شيخوخة العقول , - و هناك في بلدنا( و الاغلبية الساحقة ) من "يشيخ" عقله قبل جسده ( العمر ليس له اعتبار عندنا حتى السن القانونية ) عكس الدول الاخرى تجد كهولا لازالوا متشبثين بالحياة و لديهم افق واسع اكثر من بعض شبابنا الذي اهرمته المشاكل , فتراهم يزاولون التمرينات الرياضية و ركوب الدراجات الهوائية و غيرها من الرياضات ...ناهيك عن تصرفاتهم و قراراتهم - المهم ...تحصلت و أنا اغادر مقر الوزارة على كتيّب فيه انجازات الوزراة لفت انتباهي انه متوقف منذ الثمانينات و كتيب آخر لشروط من يولى المهام و ما لفت انتباهي انها ترسخ بالفعل : وزارة للشياب بأتم معنى الكلمة لما قرأت السن القانونية لمن يعتلي سدة المهام فيها و من هم اسفله في الترتيب و من بين الشروط :
* لا يهم ان كنت سابقا من الرواد و مارست الريادة
* لا يهم ان كنت تمارس " الريادة " الآن لأن الريادة التي تمارسها الآن هي الريادة الحقيقية لتصبح مسؤولا عن الريادة و " الرواد " .
* لا تهم الشهادة في الاختصاص و اي واحدة نقبلها ( لا للعنصرية و الجهوية بين الشهادات )
و أسفل البنود التعجيزية الكثيرة بند هام :
* يتداول الشياب فيما بينهم على رأس المهام بقرار....... فلا تتعب نفسك
***
فرميت الكتب خلف ظهري و قلت في قرارة نفسي - حتى لا يسمعني احد - لا يهم من يكون , المهم ان يكون ذو فكر "شايب" لا تشوبه شائبة و يرسخ فكر " الشياب " و يهتم بـ " ريادتهم " و يتطلّع لاهتماماتهم و شؤونهم الريادية لتتطور" الريادة " و يكون لدينا روّاد يشرفون البلد بريادتهم الباهرة ... نعم تمنيت ذلك من كل قلبي !!.
****
بقلم : المسالم المحب
لا تنسى قول الله تعالى
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))