بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكــم ورحمـــه الله وبركاتـــــه
===========================
قبل بداية كأس أسيا 2011 في قطر ومع وجود 8 منتخبات عربية في البطولة بمعدل نصف المنتخبات المشاركة
إستبشر الإعلام العربي والشارع العربي بأن البطولة ستبقى عربية للمرة الثانية على التوالي ...
مستندين على أن البطولة تقام على أرض عربية وعلى أن المشاركين بها نصفهم من المنتخبات العربية ...
وكالعادة كان مسؤولينا الرياضيين وإعلامنا العربي يجيشون مشاعر المتابع العربي ....
فكل منهم كان يصور لجماهير منتخبه أنه الأفضل وأنه قادم للفوز بالكأس ....
متناسين أن هنالك منتخبات أخرى لها طموح الفوز بالكأس ولا شيء غيره ...
رغم أن قبل البطولة بعام ونيف شهدت الملاعب الأسيوية خروج جماعي للمنتخبات العربية من سباق
التأهل لكأس العالم الأخيرة ومن بقي وقتها الأحمر البحريني خرج بالملحق أمام المنتخب النيوزلندي
فأعتبر مسؤولينا ذلك ماهو إلا كبوة جواد ....
أنه الغرور العربي وحب الأنا والذات للأسف هو الذي أوصلنا هنا ....
وكأننا وحدنا فقط من يعمل .... وكأننا وحدنا من يحق له الفوز أو الظفر بالألقاب ...
حتى المنتخب النيوزلندي حين تأهل لكأس العالم أعتبروه مفاجأه وطفره لأنه بنظرهم منتخب ضعيف .....
فكان رد النيوزلندي بثلاث تعادلات في البطولة وخروج مشرف لم يفعلها منتخب أسيوي ويخرج دون خساراة .
لماذا نكابر على أنفسنا ولا نعترف بالحقيقة ؟؟؟
لماذا لا نشير للأمور بمسمياتها ؟؟؟؟
لماذا نحن العرب لانجيد العمل الجاد والحقيقي ؟؟؟؟
حين يقال للمدرب الإيطالي قبل سفره إن عدت بالكأس فأنت بطل وإن عدت بالمركز الثاني كأنك لم تفعل شيء ؟؟؟
ونحن حين نخرج من الدور الأول نقول تمثيل مشرف وبطولة جيدة قدمناها ...
وحين نخرج من الدور الثاني نقول خرجنا خروج الأبطال ....
وحين نصل للمربع الذهبي ولا ننال اللقب نقول إنجاز كبير يفوق الوصف ....
أما لو نلنا اللقب .... نقول طبيعي شيء متوقع لأننا الأفضل ؟؟؟ ...
الغرور يقتل الكرة العربية ....
كثيرة هي البلدان العربية التي تمتلك ما يمتلكه اليابانيون والكوريين والاستراليين ...
من مال ... ملاعب ... إعلام ... جماهير ... لاعبين موهوبين ... وغيره
لكننا لا نمتلك الأهم .... العقلية الإدارية التي تفوقوا بها علينا بمراحل ....
المنظومة الرياضية التي بات علينا لزاما أن نتعلم منهم كيف ننشأها ونستفيد منها ....
فمنتخبين كالكوري الجنوبي والياباني حين يخلوا البطولة ونصف لاعبيهم الذين شاركوا في كأس العالم الأخيرة
لا يلعبون ويصلون لمنصات التتويج الاسيوي ...
هو أمر يجب الوقوف عنده بأنهم يعملون وفق منظومة صحيحة لاتعتمد على الأسماء وإنما على العطاء ....
لذلك لم يتأثروا بغياب نصف لاعبيهم .....
وعندنا نحن العرب .... لو غاب لاعب أو لاعبين يلعبون مع المنتخب لأي سبب ....
نرى ألاف التبريرات المسبقة للفشل لو حدث .... وكأن كرة القدم لعبة فردية وليست بجماعية ....
التجربة الأسيوية أمامنا على الطاولة ..... فماذا سيفعل مسؤولينا العرب أمامها ....
هل سيعملوا على الإستفاده منها ......
هل سيعملوا على محاكاتها .....
أم أن غرورنا العربي سيبقى هو ذاته .....
ونكتفي بتصريحاتنا الرنانة ..... وخططنا الفاشلة .... ونعيش الأحلام ....
ولا نستيقظ منها إلا على وقع الخروج الجماعي من تصفيات كأس العالم القادمة على يد الشرق الأسيوي .
الرئيسية
موضوع: الغرور العربي .... والواقعية الأسيوية .... 
الأربعاء مارس 02 2011, 18:14
:bnv: 
:bnv:
