سورة البلد .. في ظلال القرآن 28167010
سورة البلد .. في ظلال القرآن 28167010
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 سورة البلد .. في ظلال القرآن

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


ذكر عدد المساهمات : 1237
تقييم الأعضاء : 1
تاريخ التسجيل : 03/01/2011
الموقع : https://startimes17.yoo7.com

سورة البلد .. في ظلال القرآن Empty
مُساهمةموضوع: سورة البلد .. في ظلال القرآن   سورة البلد .. في ظلال القرآن Icon_minitimeالجمعة يونيو 10 2011, 17:52

qq Smile qq

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (٢) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (٤) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (٦) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (٧) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (٩) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (١٠) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (١٦) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ
(٢٠)

تضم هذه السورة الصغيرة جناحيها على حشد من الحقائق الأساسية في حياة الكائن الإنساني ذات الإيحاءات الدافعة واللمسات الموحية . حشد يصعب أن يجتمع في هذا الحيز الصغير في غير القرآن الكريم ، وأسلوبه الفريد في التوقيع على أوتار القلب البشري بمثل هذه اللمسات السريعة العميقة ..
تبدأ السورة بالتلويح بقسم عظيم ، على حقيقة في حياة الإنسان ثابتة :
"لا أقسم بهذا البلد . وأنت حل بهذا البلد . ووالد وما ولد . لقد خلقنا الإنسان في كبد" .
والبلد هو مكة . بيت الله الحرام . أول بيت وضع للناس في الأرض . ليكون مثابة لهم وأمناً . يضعون عنده سلاحهم وخصوماتهم وعداواتهم ، ويلتقون فيه مسالمين ، حراماً بعضهم على بعض ، كما أن البيت وشجره وطيره وكل حي فيه حرام . ثم هو بيت إبراهيم والد اسماعيل أبي العرب والمسلمين أجمعين .
ويكرم الله نبيه محمداً _صلى الله عليه وسلم_ فيذكره ويذكر حله بهذا البلد وإقامته، بوصفها ملابسة تزيد هذا البلد حرمة ، وتزيده شرفاً ، وتزيده عظمة .
وهي إيماءة ذات دلالة عميقة في هذا المقام . والمشركون يستحلون حرمة البيت ، فيؤذون النبي والمسلمين فيه ، والبيت كريم ، يزيده كرماً أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ حل فيه مقيم . وحين يقسم الله _سبحانه_ بالبلد والمقيم به ، فإنه يخلع عليه عظمة وحرمة فوق حرمته ، فيبدو موقف المشركين الذين يدعون أنهم سدنة البيت وأبناء اسماعيل وعلى ملة إبراهيم ، موقفاً منكراً قبيحاً من جميع الوجوه .
ولعل هذا المعنى يرشح لاعتبار : "ووالد وما ولد" .. إشارة خاصة إلى إبراهيم ، أو إلى اسماعيل _عليهما السلام_ وإضافة هذا إلى القسم بالبلد والنبي المقيم به ، وبانيه الأول وما ولد .. وإن كان هذا الاعتبار لا ينفي أن يكون المقصود هو والد وما ولد إطلاقاً . وأن تكون هذه إشارة إلى طبيعة النشأة الإنسانية ، واعتمادها على التوالد . تمهيداً للحديث عن حقيقة الإنسان التي هي مادة السورة الأساسية .
وللأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده في هذا الموضع من تفسيره للسورة في "جزء عم" لفتة لطيفة تتسق روحها مع روح هذه "الظلال" فنستعيرها منه هنا .. قال رحمه الله :
"ثم أقسم بوالد وما ولد ، ليلفت نظرنا إلى رفعة قدر هذا الطور من أطوار الوجود
_وهو طور التوالد_ وإلى ما فيه من بالغ الحكمة واتقان الصنع ، وإلى ما يعانيه الوالد والمولود في إبداء النشء وتكميل الناشئ ، وإبلاغه حده من النمو المقدر له.
"فإذا تصورت في النبات كم تعاني البذرة في أطوار النمو : من مقاومة فواعل الجو ، ومحاولة امتصاص الغذاء مما حولها من العناصر ، إلى أن تستقيم شجرة ذات فروع وأغصان ، وتستعد إلى أن تلد بذرة أو بذوراً أخرى تعمل عملها ، وتزين الوجود بجمال منظرها _ إذا أحضرت ذلك في ذهنك ، والتفت إلى ما فوق النبات من الحيوان والإنسان ، حضر لك من أمر الوالد والمولود فيهما ما هو أعظم ، ووجدت من المكابدة والعناء الذي يلاقيه كل منهما في سبيل حفظ الأنواع ، واستبقاء جمال الكون بصورها ما هو أشد وأجسم " .. انتهى
يقسم هذا القسم على حقيقة ثابتة في حياة الكائن الإنساني :
"لقد خلقنا الإنسان في كبد" ..
في مكابدة ومشقة ، وجهد وكد ، وكفاح وكدح .. كما قال في السورة الأخرى : "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه" ..
الخلية الأولى لا تستقر في الرحم حتى تبدأ في الكبد والكدح والنصب لتوفر لنفسها الظروف الملائمة للحياة والغذاء _بإذن ربها_ وما تزال كذلك حتى تنتهي إلى المخرج ، فتذوق من المخاض _إلى جانب ما تذوقه الوالدة_ ما تذوق . وما يكاد الجنين يرى النور حتى يكون قد ضغط ودفع حتى كاد يختنق في مخرجه من الرحم !
ومنذ هذه اللحظة يبدأ الجهد الأشق والكبد الأمر . يبدا الجنين ليتنفس هذا الهواء الذي لا عهد له به ، ويفتح فمه ورئتيه لأول مرة ليشهق ويزفر في صراخ يشي بمشقة البداية ! وتبدأ دورته الهضمية ودورته الدموية في العمل على غير عادة ! ويعاني في إخراج الفضلات حتى يروض أمعاءه على هذا العمل الجديد ! وكل خطوة بعد ذلك كبد ، وكل حركة بعد ذلك كبد . والذي يلاحظ الوليد عندما يهم بالحبو وعندما يهم بالمشي يدرك كم يبذل من الجهد العنيف للقيام بهذه الحركة الساذجة .
وعند بروز الأسنان كبد وعند انتصاب القامة كبد . وعند الخطو الثابت كبد . وعند التعلم كبد . وعند التفكر كبد . وفي كل تجربة جديدة كبد كتجربة الحبو والمشي سواء !
ثم تفترق الطرق ، وتتنوع المشاق ، هذا يكدح بعضلاته . وهذا يكدح بفكره . وهذا يكدح بروحه . وهذا يكدح للقمة العيش وخرقة الكساء . وهذا يكدح ليجعل الألف ألفين وعشرة آلاف .. وهذا يكدح لملك أو جاه ، وهذا يكدح في سبيل الله . وهذا يكدح لشهوة ونزوة . وهذا يكدح لعقيدة ودعوة . وهذا يكدح إلى النار . وهذا يكدح إلى الجنة .. والكل يحمل حمله ويصعد الطريق كادحاً إلى ربه فيلقاه ! وهناك يكون الكبد الأكبر للأشقياء . وتكون الراحة الكبرى للسعداء .
إنه الكبد طبيعة الحياة الدنيا . تختلف أشكاله وأسبابه . ولكنه هو الكبد في النهاية . فأخسر الخاسرين هو من يعاني كبد الحياة الدنيا لينتهي إلى الكبد الأشق الأمر في الأخرى . وأفلح الفالحين من يكدح في الطريق إلى ربه ليلقاه بمؤهلات تنهي عنه كبد الحياة ، وتنتهي به إلى الراحة الكبرى في ظلال الله .
على أن في الأرض ذاتها بعض الجزاء على ألوان الكدح والعناء . إن الذي يكدح للأمر الجليل ليس كالذي يكدح للأمر الحقير . ليس مثله طمأنينة بال وارتياحاً للبذل ، واسترواحاً بالتضحية ، فالذي يكدح وهو طليق من أثقال الطين ، أو للانطلاق من هذه الأثقال ، ليس كالذي يكدح ليغوص في الوحل ويلصق بالأرض كالحشرات والديدان ! والذي يموت في سبيل دعوة ليس كالذي يموت في سبيل نزوة .. ليس مثله في خاصة شعوره بالجهد والكبد الذي يلقاه .

Laughing Laughing Laughing
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://startimes17.ahlamoontada.com
zouhir1zizoo
مشرف
مشرف
zouhir1zizoo


ذكر عدد المساهمات : 820
تقييم الأعضاء : 2
تاريخ التسجيل : 03/01/2011
العمر : 29

سورة البلد .. في ظلال القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البلد .. في ظلال القرآن   سورة البلد .. في ظلال القرآن Icon_minitimeالسبت يونيو 11 2011, 17:00

//** بــــــــــــــــــارك الله فيــــــــــــــــــــــــــك**//

:bnv: سورة البلد .. في ظلال القرآن 1264972432 :bnv:

:bnv: سورة البلد .. في ظلال القرآن 80A91688 :bnv:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة البلد .. في ظلال القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الماعون .. في ظلال القرآن
» سورة قريش .. في ظلال القرآن
» سورة الضحى .. في ظلال القرأن
» كيف تحفظ القرآن.....
» أدعية من القرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الإسلامية على مذهب السنة و الجماعة :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى:  
سورة البلد .. في ظلال القرآن 837707735

ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

https://i.servimg.com/u/f46/12/36/04/46/anai_c11.gif