تمشي على استحياءبسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشاب- موسى عليه السلام- لم تحتمل مروءته أن يرى الفتاتين ولا يساعدهما..(سقى لهما ثم تولى إلى الظل)
ما انتظر شكرا ....
وما انطلقت من الفتاتين عبارات الإعجاب والثناء والشكر لهذا الشاب الفتي( أوووه روووعة،،، مشكوووور ،،، تعيش.........إلخ)
ولم تبرز كل واحده منهن في وجهه لتلفت نظره إليها!!
إنما عادتا بصمت وأخبرتا والدهما الخبر.
(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)
جائت هذه الماشية !! وكيف جاءت؟!!
جاءت للشاب موسى عليه السلام ،،للشاب الذي سقى لها ولأختها.
جاءته:
(تمشي على استحياء).. أنظروا لهذا الوصف الجليل في القصص القرآني الكريم..
قال تعالى ( تمشي على استحياء ) لماذا لم يكتفِ بالإخبار بمشيها ، وعدم وصف تلك الحالة التي تمشي بها؟!!
أليس في ذلك اللفظ القرآني إكرام لتلك الخصلة الكريمة؟!!
ألا توحي لك يا من تجوبين الشارع عرضا وطولا وقد ضربتِ قدميك في الأرض بخيلاء ليعلم المار والواقف والقاعد وكل من حولك ما تخفين من زينة؟!!
أليست هذه رسالة لمن لانت وخضعت في قولها وفي عباراتها ( بغير حياء ) للرجال؟!!
أليس لك عبرة أيتها الفاضلة في هذه البنت الحيية والتي جاءت تمشي على استحياء..بالله عليك إذا كانت هذه مشيتها،فكيف سيكون صوتها؟؟
هل ستتخيلينه متغنّجا متكسّرا ليّنا !!!؟؟
(قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)
ثم لاحظي الكلمات قليلة وتحمل رسالة محددة لا إطالة ولا إمالة ولا استمالة!!
وإني لأعجب من:
كلمات تطلقها (من قل حظها من الحياء) للبائع: لو سمحت الله يخليك راعينا في السعر الله يسلمك.!!!
وضحكات تنطلق من شفاه (من قل حظها من الحياء) في مراكز الألعاب المختلطة : يركبن السفينة أو القطار أو أيا من الألعاب ويصرخن ويتضاحكن وكأن الدنيا ليس بها سواهن!!
عبارات مغلفة بالحب والإعجاب تدرجها( من قل حظها من الحياء) في المنتدياااات وغيرها كلها من باب ( الخضوع بالقول)!!
أزياء أقرب إلى العري منها إلى الستر تظلم ( من قل حظها من الحياء) نفسها بارتدائها في المناسبات والمجمعات النسائية المختلفة ؛ فلا هي كاسية ولا هي عارية!!
وجوهٌ (قل حظها من الحياء ) انكشف نصفها من تحت لثام لا يسمن ولا يغني من ستر!!
وغيرها الكثير من مظاهر من (قل حظها من الحياء ) بيننا ولن نحصي لها عدا،،
فإلى متى الغفلة والتمادي ؟!!
الحياء لا يأتي إلا بخير ،،الحياء خصلة إيمانية كريمة لا تخص جنسا عن غيره بل هي للجميع ،
وقد قيل لـعمر بن عبد العزيز : إذا ذهب الحياء ذهب نصف الدين، قال: لا، بل إذا ذهب الحياء ذهب الدين كله. ......
وقال ابن القيم رحمه الله: من عقوبات المعاصي ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب، وهو أصل كل خير، فقد جاء في الحديث الصحيح: (الحياء خير كله).
اسأل الله العفو والعافية دمتم بحفظ الله ورعايته