وتسالني متى تغضب؟
الدكتور:عبد الغني التميمي
لمحة عن هذا الشاعر عبد الغني بن أحمد جبر مزهر التميمي 1368هـ 1947م، من مواليد قرية "دير نظام" قرب رام الله في فلسطين. درس الابتدائية وما بعدها من مراحل بفلسطين. دراسته الجامعية كانت في المملكة العربية السعودية بالمدينة النبوية: الجامعة الإسلامية، وحاز منها على البكالوريوس في الشريعة، سنة 1974-1975. ثم الماجستير في الشريعة الإسلامية من جامعة أم القرى، سنة 1978-1979. ثم تخصص في الحديث وعلومه وحصل على الدكتوراه من جامعة أم القرى سنة 1983 م. عمل في جامعة أم القرى أستاذا مشاركا في الحديث وعلومه، وكليات التربية الجامعة للبنات بالرياض، وبجامعة القدس - كلية الدعوة وأصول الدين. ترأس جمعية الحديث وإحياء التراث في مدينة الزرقاء بالأردن من عام 1420- 1429هـ، ورئاسة هيئة علماء فلسطين في الخارج.
الدكتور عبد الغني التميمي شخصية معروفة في المنابر الشعبية العامة في معظم الأقطار العربية، حمل معه رسالة فلسطين التي نذر نفسه وعلمه وشعره لها، وهو رجل رحالة تجده في منتديات كثيرة في الوطن العربي والإسلامي الكبير وتستمع له في أمسيّاتها الشعرية ومجالس الفضلاء فيها، يجمع لك الدراية الشرعية والموهبة الشعرية.
أعيرونا مدافعَكُمْ ليومٍ... لا مدامعَكُمْ
أعيرونا وظلُّوا في مواقعكُمْ
بني الإسلام
ما زالت مواجعَنا مواجعُكُمْ
إذا ما أغرق الطوفان شارعنا
سيغرق منه شارعُكُمْ
يشق صراخنا الآفاق من وجعٍ
فأين تُرى مسامعُكُمْ ؟
************
ألسنا إخوةً في الدين قد كنا
وما زلنا
فهل هُنتم
وهل هُنّا
أنصرخ نحن من ألمٍ ويصرخ بعضكم: دعنا ؟
أيُعجبكم إذا ضعنا ؟
أيُسعدكم إذا جُعنا ؟
وما معنى بأن «قلوبكم معنا»؟
لنا نسبٌ بكم ـ والله ـ فوق حدودِ
هذي الأرض يرفعنا
وإنّ لنا بكم رحماً
أنقطعها وتقطعنا ؟
معاذ الله
إن خلائق الإسلام
تمنعكم وتمنعنا
ألسنا يا بني الإسلام إخوتكم ؟
أليس مظلة التوحيد تجمعنا ؟
************
أعيرونا مدافعَكُمْ
رأينا الدمع لا يشفي لنا صدرا
ولا يُبري لنا جُرحا
أعيرونا رصاصاً يخرق الأجسام
لا نحتاج لا رزّاً ولا قمحا
تعيش خيامنا الأيام
لا تقتات إلا الخبز والملحا
فليس الجوع يرهبنا
ألا مرحى له مرحى
بكفٍّ من عتيق التمر ندفعه
ونكبح شره كبحاً
أعيرونا وكفوا عن بغيض النصح بالتسليم
نمقت ذلك النصحا
أعيرونا ولو شبراً نمر عليه للأقصى
أتنتظرون أن يُمحى وجود المسجد الأقصى
وأن نُمحى
أعيرونا وخلوا الشجب واستحيوا
سئمنا الشجب و الردحا
************
أخي في الله
أخبرني متى تغضبْ ؟
إذا انتهكت محارمنا
إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا
إذا ديست كرامتنا
إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟
إذا نُهبت مواردنا
إذا نكبت معاهدنا
إذا هُدمت مساجدنا
وظل المسجد الأقصى
وظلت قدسنا تُغصبْ
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟
************
إذا لم يُحْيِ فيك الثأرَ ما نلقى
فلا تتعبْ
فلست لنا ولا منا
ولست لعالم الإنسان منسوبا
فعش أرنبْ ومُت أرنبْ
ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الذلِّ
ألم يخجلك ما تجنيه من مستنقع الحلِّ
وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل
ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالهولِ
وتغضب عند نقص الملح في الأكلِ
************
أخي في الله قد فتكت بنا علل
ولكن صرخة التكبير تشفي هذه العللا
فأصغ لها تجلجل في نواحي الأرض
ما تركت بها سهلاً ولا جبلا
تجوز حدودنا عجْلى
وتعبر عنوة دولا
تقضُّ مضاجع الغافين
تحرق أعين الجهلا
فلا نامت عيون الجُبْنِ
والدخلاءِ والعُمَلا
************
عدوي أو عدوك يهتك الأعراض
يعبث في دمي لعباً
وأنت تراقب الملعبْ
إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟
رأيت هناك أهوالاً
رأيت الدم شلالاً
عجائز شيَّعت للموت أطفالاً
رأيت القهر ألواناً وأشكالاً
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتبْ
تبيت تقدس الأرقام
كالأصنام فوق ملفّها تنكبْ
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب
ولم تغضبْ
فصارحني بلا خجلٍ لأية أمة تُنسبْ ؟