الحمد لله الذي قصم بالموت رقاب الجبابرة و كسر به ظهور الأكاسرة و قصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور و من أنس العشرة إلى وحشة الوحدة و من المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل فانظر هل وجدوا من الموت حصنا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رعاية الطفل هي عبارة عن القيام بحفظ الطفل من كل ما يضره والقيام بلوازمه وشؤونه على أكمل وجه بما يحقق حاجاته المتنوعة ونمو شخصيته بشكل سليم ومتوازن وفق منهج الإسلام وتعاليمه.تعتبر رعاية الطفل وتربيته في حضن والديه أسمى وسيلة من وسائل التنشئة الاجتماعية المتكاملة نظرا لما أودع الله فيهما من حنان وحب وعطف لأبنائهم وقد أكد القرآن والسنة على مسؤولية الوالدين تجاه أبنائهم وحذرا من كل إخلال بهذا الأمر.وفي حالة فقدان الوالدين يتولى المسؤولية أقرب الناس إلى الأطفال وألصقهم بهم وأكثرهم عطفا وحنوا عليهم.
وفي حالة فقدان الأقارب يتوجب على المسلمين المتكافلين إيجاد أسرة بديلة تكفلهم وتهتم بهم دون تبنيهم أو إلحاق نسبهم بهم.إن الإسلام وصى باليتامى ودعا إلى إكرامهم والعطف عليهم حتى لايحسوا بأي نقص أو تهميش أو فراغ عاطفي.تترتب عن مرحلة الطفولة حاجيات خاصة تختلف عن بقية المراحل الأخرى يجب على الوالدين رعايتها فمن ذلك الحاجات الغذائية والجسدية والتي يسعى الأب إلى تلبيتها وتوفير كل الضروريات في هذا المجال وهو بذلك يقوم بواجبه أولا و يحصل على الأجر العظيم منه سبحانه أخيرا.الحاجات النفسية والعاطفية والتي يجب الاهتمام بها كثيرا نظرا لما تتميز به مرحلة الطفولة من هشاشة وضعف فيجب ملاعبتهم ومداعبتهم والرحمة بهم والتصريح بالحب لهم أسوة بسيد الخلق.الحاجات التربوية والاجتماعية والتي أوجب الإسلام على الوالدين تدريب أبنائهم وتأديبهم وتعليمهم وتربيتهم على القيم الإسلامية حتى يكونوا صالحين لأنفسهم ومجتمعهم ومؤهلين لتحمل المسؤولية بنجاح.يعتبر الحق في طفولة طبيعية من أولويات الحقوق التي يجب الاعتراف بها وحمايتها.فمن حق أي طفل أن ينشأ في أسرة مستقرة توفر له كل الرعاية والحنان لوقايته من كل المخاطر المتصورة ماديا ومعنويا والإسلام بفضل بنائه الاجتماعي المتماسك يندر أن تتفشى فيه ظواهر التشرد والجنوح والانحراف والإجرام إلا عندما يقع الإهمال ويبتعد المسلمون عن دينهم.الحق في الحياة منذ مراحله الأولى لذلك يعتبر الإسلام الإجهاض لغير ضرورة جريمة واعتداء على حق الطفل في الحياة.الحق في الهوية الاجتماعية والذي يشمل حقه في الانتساب لأسرته وقرابته ومجتمعه.الحق في المساواة على المستويين الاجتماعي والقانوني كالكبار تماما.الحق في الحصانة من التعرض للعقاب في حال انتهاك قانون أو ارتكاب جريمة ويتحمل وليه عنه.لأن الإسلام يعتبر الطفل غير مسؤول عن ذلك لعدم إدراكه.الحقوق المالية أكد الإسلام على ذلك في نصوص كثيرة لكونها الأكثر عرضة للتحايل والضياع والتي تشمل حق التملك حتى قبل أن يتشكل في رحم أمه لذلك تجوز الوصية له أو الوقف أو الهبة حق الانتفاع بممتلكاته وينفق عليه منها وجوبا.حق حماية ممتلكاته على من يقوم عليها ويعتبرها أمانة عنده يسلمها لمالكها عندما يكبر.حق استثمار وتنمية أمواله بالطرق المشروعة ويجوز للوالي الأكل منها بالمعروف عند الفقر والاستعفاف أولى.حق التصرف في ماله عند بلوغه ورشده بعد اختباره من طرف واليه على المال فإن آنس منه رشدا سلم له ممتلكاته.حقوق الطفل على الأسرة من أهم حقوق الطفل على أسرته ما يلي حق النسب والذي حفظه الله بتحريمه للزنى وتشريعه للزواج.حق النفقة بالمعروف على الأب أولا فإن لم يوجد فعلى الأقربين وإلا فعلى المجتمع والدولة القيام بذلك.حق الحضانة على الأبوين معا وفي حال الطلاق تسند للأم ثم الأب ثم أم الأم ثم للأقارب الأكثر أهلية أما اليتيم فكفالته تجب على المسلمين حق اللعب باعتباره أول مدرسة يتعلم فيها الطفل التفكير والتعبير والاستمتاع بكل ما يسترعي حبه واهتمامه.حق التربية والتعليم قال رسول الله«حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة وأن يحسن اسمه».حق الدين فعن أبي هريرة عن النبي أنه قال«ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ».ولنا في كل ما سبق الأسوة الحسنة رسول الله