"مواطن بالمقلوب " كوميديا ستترك بصماتها لدى الجمهور

كيف ترى حركة المسرح الخليجي حالياً، وكيف تقيم حال المسرح القطري؟

- أرى أن المسرح في قطر بدأ يشهد نشاطاً ملحوظاً خاصة مع إقامة مهرجان للمسرح المحلي للمحترفين وهو ما أدى إلى زيادة عدد العروض المسرحية، كما ان الممثلين القطريين يتمتعون بقدرات فائقة وموهبة قادرة ان تضعهم في طليعة الفنانين العرب إلا انهم ربما لا يجدون الرعاية والتسويق الذي يسمح لهم بتقديم كل ما يملكون من قدرات إبداعية وهو السبب وراء قلة العمل الفني الذي يصل للكساد في بعض الأوقات، لكنني أعتقد أن المسرح القطري بدأ ينهض من غفوته ويتجه نحو التطور الذي باتت تشهده الدوحة في كافة الأوجه والمجالات، وبشكل عام فإن هناك تفاوتا ملحوظا في الدول الخليجية فبينما تشهد الكويت رواجاً كبيراً لفن المسرح وعدد كبير من العروض هناك بعض الدول الخليجية الأخرى لا تشهد سوى عملين أو ثلاثة بالكثير طوال العام وهو ما يحتاج لوقفة لإعادة تقدير مدى الحاجة لهذا الفن في تثقيف الشعوب، وربما بمزيد من العمل والاجتهاد من جانب الفنانين القطريين يصبح مسرحهم من أقوى المسارح الخليجية.

• تشارك حالياً في "مسرحية مواطن بالمقلوب" كيف تلقيت عرض المشاركة ؟

- تلقيت عرض المشاركة في مسرحية "مواطن بالمقلوب" عندما التقيت بجاسم الانصاري في الكويت أثناء مشاركته في بطولة مسلسل وعندما قرأت المسرحية أعجبني فيها أن موضوعها والقضية التي تناقشها هي قضية اهل الخليج عموماً وشدني اسم المسرحية الذي يدل على مناقشتها لموضوع في صلب المجتمع، وعموماً فإن المسرح القطري بات في احتياج إلى أعمال تمثل واقعه الاجتماعي وتساعد على إعادة جمهور المسرح مرة أخرى إليه، حيث ان مناقشة مشكلات المجتمع يجب أن يكون الدور الأهم للمسرح، وما أعجبني كثيراً في مسرحية "مواطن بالمقلوب" أنها تتناول موضوعها من خلال الكوميديا السوداء التي تعتبر قادرة على ترك بصماتها بشكل أوضح لدى الجمهور.

• هل ترى أن هناك ما يتم تسميته بمسرح النخبة والمسرح التجاري؟

- المسرح سيظل هو المسرح سواء تم تقديمه للنخبة ام للجمهور العادي، فالمسرح يحمل في طياته رسائل إنسانية موجهة إلى المجتمع بجميع أشكاله وصنوفه إلا ان شكل الاعمال قد يختلف عند العرض في المهرجانات من حيث طبيعة المتابعين لتلك المهرجانات او المسابقات المسرحية التي يحرص على حضورها المتخصصون والنقاد أو كما يطلق عليهم النخبة عن العروض التي تقدم إلى الجمهور العادي والذي قد يكون له متطلبات مختلفة.

• تميزت في فن التقليد، هل ترى أن هذا الفن يحمل نقداً به إساءة لبعض الناس أم تعتبره إعادة تقييم لهم؟

- أبتعد دائماً عن التجريح والإساءة لمن أقوم بتقليدهم، وأعتمد على التقليد بأسلوب احترافي وبما يحافظ على علاقتي الوطيدة مع الجميع، ودائماً ما كنت أتلقى عبارات الشكر والتشجيع على الاستمرار من الذين قمت بتقليدهم، كما أكد لي الكثيرون منهم أنهم على ثقة بأنني أعي ما أقدم من فن راق، وكثيرون طلبوا مني أن أقلدهم لأنني لا أحاول أن أسيء لأي إنسان أقوم بتقليده، كما أن تقليدي ينبع من تقديري لهم، كما ينبع أيضاً من ثقتي من أن جمهورهم يعشقهم، وتقليدي لا يتعدى محاولة إظهار الحركات المميزة والتي تعود عليها من أقوم بتقليده ومحاولة تقمص شخصيته.

• لم تفكر من قبل في الالتحاق بمجال السينما؟ وهل ترى أن السينما الخليجية قادرة في الوقت الحالي على المنافسة؟

- السينما فاعلة في تطور المجتمعات، كما أنها قادرة على توثيق تاريخها، ولا شك أن السينما حلم يراود كل الفنانين لأنها هي الوحيدة القادرة أن تسطر تاريخ الفنان فكل الفنانين الذين عملوا في السينما منذ عقود طويلة مازال يتذكرهم الجمهور إلى الآن، ولقد سبق لي وان قمت بعمل بطولة سينمائية من قبل بالكويت ومازلت أقوم بخطوات جادة للحصول على فرصة العمل في هذا المجال الذي يعد قريبا لقلب كل فنان.

لكن للأسف الأزمة تكمن في ضعف القدرة التسويقية للأفلام السينمائية الخليجية وهو ما يجعل المنتجين يعزفون عن الخوض في هذا الغمار الذي يعتبر عالي التكلفة ومغامرة لأي أحد يفكر فيه، ولعل السبب في عدم الإقدام على الإنتاج من الشركات الخليجية هو ضعف قدرتهم الترويجية أو عدم الثقة في القدرة على ذلك، وفي رأيي أنه لا توجد حتى الآن سينما في العالم العربي قادرة على منافسة السينما المصرية، إلا ان الجمهور الخليجي سيظل متعطشاً لمشاهدة فيلم سينمائي خليجي يقدِّم له موضوعاته الخاصة بمجتمعه وسيظل الفنانون الخليجيون يحلمون بالمشاركة في سينما خليجية ترى مكانها على الساحة العربية والعالمية. وبشكل عام فإنني أضع السينما نصب عيني.

• ما الآثار السلبية التي بدأت تظهر على السطح بسبب قلة الإنتاج للأعمال المسرحية الجاذبة للجمهور؟

- الجمهور القطري أصبح متشوقا لمشاهدة عروض جماهيرية تجذبه للمسرح من جديد، كما ان الفنان القطري ذاته أصبح متعطشا للعمل مثل السابق، بعد ان قلت فرص مشاركته في الاعمال الفنية، وللأسف الشديد انه لا يوجد تسويق جيد يعطي الفنان القطري الفرصة بأن يصبح نجم شباك، وقد يكون من الاسباب الأساسية في ذلك قلة إنتاج الدراما التليفزيونية القطرية والتي تعتبر المعرف الأول للجمهور بالفنان، ويمكنني القول ان الفنانين القطريين لا يلقون الرعاية الجيدة أو التسويق بالشكل الجيد، وهو الامر الذي يدفعهم لتغيير مسارهم واتجاههم إلى العمل في الحقل الفني بالكويت.

• ماذا عن تجاربك الفنية التي قدمتها من قبل أمام الجمهور القطري؟

- عملت كثيراً أمام الجمهور القطري الرائع وسعيد بالعمل في قطر أمام هذا الجمهور الذي يملك ذائقة فنية عالية تساعده على التفريق ما بين الغث والسمين، فقد سبق لي وقدمت أمام الجمهور القطري مسرحيات " "سوبر ستار"، و"قدها ونص"، و"اللي يدري يدري"، "ما يصح إلا الصحيح"، "صح لسانك"، "بخيت وبخيتة"، كما شاركت مع الفنان عبد العزيز جاسم منذ ثلاثة أعوام في مسرحية "شملان في لبنان".

• هل ترى فارقاً بين الجمهور القطري والجمهور الكويتي؟

- الجمهور الكويتي والقطري يتشابهان إلى حد كبير بحكم انهما ينتميان إلى نفس الثقافة والعادات الاجتماعية والتقاليد، وربما الفارق الوحيد بين الجمهور القطري والجمهور الكويتي ان الاول متعطش للمسرحيات الجماهيرية التي يقوم ببطولتها نجوم سبق التعرف عليهم جيداً من خلال الاعمال الدرامية التلفزيونية وحدث ارتباط وجداني بينهم وبين هؤلاء الفنانين، وهو ما ألاحظه عند عرض أي من مسرحياني على المسارح القطرية حيث أجد حفاوة كبيرة من الجمهور القطري الذي يحرص على التقاط الصور التذكارية بعد العرض، ويكون سعيداً جداً بحضور هؤلاء النجوم على المسرح القطري.

• تشكيل ثنائي فني أو تكرار العمل مع بعض الفنانين هل ترى انه يخدم الفنان أم يؤذيه؟

- هناك كيمياء تتولد بين بعض الفنانين خاصة في الأعمال الكوميدية تؤدي للنجاح، لذلك فإنني ارى ان تشكيل ثانئي او فريق عمل يفيد الفنان ولا يؤذيه، لأن ثمة تفاعلا يتم يفيد العمل الفني ذاته وعن نفسي اجد متعة في العمل على المسرح مع طارق العلي، أما في مجال العمل التليفزيوني فأشكل مع صديقي أحمد العونان ثنائيا ناجحا، ويعتبر تشكيل فريق فني او ثنائي ليس بالجديد وانما موجود منذ زمن بعيد وفي كافة أصناف الفنون فنجد ذلك يتم بين مؤلفين ومخرجين أو مطربين وملحنين أو حتى بين الممثلين وبعضهم، فنذكر على سبيل الأمثلة لا الحصر التعاون الناجح بين الفنان نجيب الريحاني والمؤلف بديع خيري، وفي مجال الغناء فيروز والأخوين رحباني، وفي مجال التمثيل ثلاثي أضواء المسرح، وغيرها الكثير من الأمثلة.

• ما هي المعايير التي تختار على أساسها أعمالك الفنية؟

- في البداية اختار المنتج الذي اعمل معه والذي أضمن من خلاله أن العمل الذي سيقدم سوف يلقى نجاحاً، ثم أبدأ في النظر إلى موضوع العمل ثم الشخصية التي سأقوم بها، وذلك لأن أهم شيء بالنسبة لي هو أن أشارك في أعمال جيدة، ثم أقوم بعد ذلك بتقييم دوري ومدى ملاءمة الشخصية التي عرض علي أن أقوم بأدائها، أما كيفية تقييمي للعمل فتتم دائماً من خلال حاستي الفنية دون أن أجتهد في أي تنظير أو تقييم يعتمد على معايير فنية ذات أبعاد كلاسيكية.

• هل ترى فارقاً بين مستوى الدراما الخليجية التي تقدم الآن والتي كانت تقدم في الماضي؟

- الدراما الخليجية الآن تطورت للأفضل وأصبحت تعالج مشاكل اجتماعية غاية في الأهمية، كما انه أصبح هناك جرأة لم تكن موجودة من قبل وهو ما اعطى الفنانين حرية اكبر في طرح موضوعات ذات صلة وثيقة بالمجتمع.

• ما هي آخر أعمالك الفنية التي تستعد لتقديمها؟

- سيعرض لي في رمضان المقبل باكورة إنتاجي الفني من خلال مسلسل "أفهم يا فهيم" من بطولتي مع الفنان احمد العونان وضيوف الشرف "باسمة حمادة، عبير الجندي، محمد العجيمي، يعقوب عبدالله، كما سيقدم لي المسلسل الكوميدي البدوي السعودي الجديد "بني قرقاص" الذي أجسد فيه دور "أبو قرقاص" شيخ القبيلة، الذي يعيش صراعا مع بعض من ابناء قبيلته الحالمين بالحصول على المشيخة كما انتهيت من تصوير مسلسل "عجب" مع الفنانين أحمد جوهر ومشاري البلام، وهيفاء حسين، وأقوم فيه بدور شخصية جادة تقوم بمواجهة مشاكل وأزمات تتعرض لها شقيقته هيفاء حسين التي تعاني انفصاماً في الشخصية.

• ما هي أحلامك وطموحاتك بالنسبة للمشهد الفني في الخليج؟

- أستطيع القول بأنني استطعت تحقيق أغلب أحلامي إلا انني مازلت أطمح في تحقيق نجاح اكبر وعلى كل فإنني غير متسرح في تحقيق طموحاتي حيث إنني أضع حلما واحدا أمامي وأسعى لتنفيذه وعند الانتهاء منه أفكر في الذي يليه، وهكذا فخطتي المستقبلية ليست بعيدة الأمد ولكنني أفكر في القريب وبعد تحقيقه أفكر في الأبعد منه.