فن الاعتذار .. اخلاق النبلاءماهو الإعتذار؟
الإعتذار هو فعل نبيل وكريم
يعطي الأمل بتجديد العلاقة وتعزيزها
هو التزام ... لأنه يحثنا على العمل على تحسين العلاقة وعلى تطوير ذاتنا
الإعتذار فن له قواعده ومهارة اجتماعية نستطيع أن نتعلمها
وهو ليس مجرد لطافة بل هو أسلوب تصرف
ماذا يستوجب الإعتذار الصادق!
أولا القوة للإعتراف بالخطأ ..
ثم الشعور بالندم على تسبيب الأذى للآخر ..
واستعدادنا لتحمل مسؤولية أفعالنا
من دون خلق أعذار أو لوم الآخرين
ويجب أن تكون لدينا الرغبة في تصحيح الوضع
من خلال تقديم التعويض المناسب والتعاطف مع الشخص الآخر
ما هي فوائد الإعتذار!
أنه يساعدنا في التغلب على احتقارنا لذاتنا وتأنيب ضميرنا ..
وهو يعيد الإحترام للذين أسأنا إليهم ويجردهم من الشعور بالغضب ..
ويفتح باب المواصلة الذي أوصدناه ..
وفوق هذا كله هو شفاء الجراح والقلوب المحطمة ..
ما هو السماح!
السماح هو ما نفعله عندما نتخطى مشاعر الغضب
الناتجة عن أذى تعرضنا له
والسماح لا يعني النسيان
بل هو محاوله للتقدم للأمام
ويؤدي إلى السلامة العقلية والجسدية
ولا يكفي أن نقول سامحتك
وإنما يجب أن نغيير سلوكنا
والسماح لا يعني الصلح واستئناف الحياة مع المذنب
ومن أنبل الأمور التي نقوم بها (السماح الأحادي)
حيث ليس بالضرورة في هذا السماح
اعتراف المذنب بذنبه لتسامحه
ما الفرق بين السماح والإعتذار!
السماح أصعب بكثير من الإعتذار
والإعتذار واجب ولكن السماح ليس بواجباً
إنما فضيلة ولا يجوز فرضها
والسماح لا يحصل بين ليلة وضحاها
وإنما هو عملية تتطلب وقتاً وتفكيراً
ما هو الإنتقام!
إذا المذنب لم يعتذر أو إذا اعتذر ولم يُسامَح
فالإنتقام من ردات الفعل الممكنة
والإنتقام قد يولد الفرح ولكنه لا يدوم طويلاً
وغالباً ما يكون ثمنه غالياً
والشعور بالرضا الناجم عن الإنتقام مرفوض
لأنه يكون على حساب الآخر
فالرغبة بالإنتقام تشوه ذاتك وتحولك إلى شخص شرير
مثلك مثل من آذاك
والشر عادة ينقلب على صاحبه في نهاية المطاف
والإنتقام لن يوصلك إلا إلى خراب حياتك ودمارها
اعتذروا لتسموا نفوسكم وتكبروا في أعين أنفسكم
قبل أن تكبروا في أعين الآخرين
وسامحوا لتصفوا قلوبكم من كل حقد وكراهية
منقول للدكتور عبدالله الحمود