عدد المساهمات : 1237تقييم الأعضاء : 1تاريخ التسجيل : 03/01/2011الموقع : https://startimes17.yoo7.com
موضوع: و استعينوا بالصبر والصلاة . الجمعة سبتمبر 28 2012, 09:37
و استعينوا بالصبر والصلاة .
سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه ذات يوم فقال : " أمؤمنون أنتم ؟
قال عمر : نعم يارسول الله .
قال الرسول : فما حقيقة إيمانكم ؟
قالوا : نصبر على البلاء ، ونشكر فى الرخاء ، ونرضى بالقضاء .
وقال جماعة لعبد الله بن عباس رضى الله عنهما : لقد مات ولدك .
فنزل عن دابته وصلى ركعتين على الفور .
قالوا : ياابن عباس أتصلى و قد أخبرت بمصيبة تنخلع لها القلوب ؟
قال : نعم أصلى ، أو ما سمعتم قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة
إن الله مع الصابرين " .
يرحمك الله ياأبن عباس لقد أصبت كبد الحقيقة ، ففى الصبر شفاء ،
وفى الصلاة مناجاة وإنما قال الله : "إن الله مع الصابرين " .
لأن الصبر أعم من الصلاة كما أنه يشملها ، فصلاة بلا صبر خالية من الخشوع والتضرع و الإذعان,
ولو خلت الصلاة من الخشوع و الطمأنينة لأصبحت حركات لا حياة فيها .... لذا فإن :
الصبر مع الله وفاء .
و الصبر بالله رضاء .
والصبر لله حياء .
والصبر فى الله بذل وعطاء .
والصبر مع الله وبالله وفى الله شفاء .
والصبر عن الله قطيعة وجفاء .
والصبر لطلب الدنيا وحدها ونزوات الشيطان خسران وشقاء .
... وذكر العينين البكاء .
وذكر الأذنين الإصغاء ,
وذكر اللسان الثناء.
وذكر اليدين العطاء .
وذكرالبدن الوفاء .
وذكر الروح الخوف والرجاء .
وذكر القلب التسليم والرضاء .
وفى الصبر يقول تعالى : " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون "
.
وقال جل شأنه : " من كان يريد حرث الآخرة نزد له فى حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له فى الآخرة من نصيب "
والصبر نوعان : بدنى وهو تحمل المشاق ونفسى وهو الصبر على مشتهى الطبع ، و اقتضاء الهوى .
وقال جل شأنه : " ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عنى إنه لفرح فخور الإ الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير " .
فتأمل كيف استثنى رب العزة من الإنسان الذى ظهرت طبيعته فكانت يأسا وكفرا
ومزحا وفخرا باختلاف حالاته ومقاماته كيف استثنى من ذلك كل الصابرين
العاملين الصالحين .
فكفى بالصبرنعمة أن يكون حلما ً .
وكفى بالصبر عظمة أن يكون قناعة .
و للصلاة الفضل الأكبر في تفريج هموم النفس، وتفريح القلب وتقويته
وفي شرح الصدر لما فيها من اتصال القلب بالله عز وجل، فهي خير الأعمال
كما قال صـلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة والحاكم عن ثوبان
رضي الله عنه " واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة "
وللوقوف بين يدي الله في الصلاة أسرار عظيمة في جلب الصحة والعافية،
قال جل وعلا [ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون ]
(العنكبوت 45) ،
والصلاة هي الشفاء الأكيد للنفس، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان إذا حزن من أمر فزع إلى الصلاة، كما أنها علاج فعال للجسم أيضا،
فقد روى ابن ماجة من حديث مجاهد عن أبي هريرة قال:
" رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم أشكو من وجع بطني،
فقال لي: يا أبا هريرة، أيوجعك بطنك ؟ قلت: نعم يا رسول الله،
قال: قم فصل،
فإن في الصلاة شفاء إن الصلاة عملية حيوية ترتفع بأداء وظائف الإنسان
النفسية والبدنية إلى أعلى مرتبة، ، فالصلاة بحق نموذج نوراني
يؤكد عظمة المنهج القرآني لهذا الدين !
وما أجمل قول الله تعالى فى الحديث القدسى :
" ابن آدم عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك ، لا بقليل تقنع ، و لا من كثير تشبع ، إذا كنت معافى فى بدنك آمنا ً فى سربك عندك
قوت يومك ، فعلى الدنيا العفاء " .
اللهم .. ارزقنا قلبا شاكرا ، ولسانا ً ذاكرا ً ، وبدنا ً على البلاء صابرا . أحايث فى :الصبر على المصائب
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة )
رواه البخاري .
وعن أنس رضي الله عنه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إن الله قال : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة )
رواه البخاري وفي رواية للترمذي ( فصبر واحتسب ) .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله سبحانه : ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة )