الرئيس الصحراوي للرئيس الفرنسي: موقف فرنسا عائق أمام السلام والعدلأكد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، كريستوفر روس، أن الوضع السائد في الساحل يجعل من تسوية المسألة الصحراوية أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى.
وصرح روس، عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، مساء الاثنين، أن زيارته إلى الجزائر تندرج "في إطار جولة جديدة خصصت للبحث عن حل لمسألة الصحراء الغربية بما يتوافق مع قرارت مجلس الأمن الدولي". وقال: "أجريت محادثات مع الرئيس بوتفليقة وكذا وزير الشؤون الخارجية، والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، لقد تحادثت معهم حول أحسن السبل لإحراز تقدم في مسار المفاوضات- بين جبهة البوليزاريو والمغرب- وسأقدم نتائج جولتي إلى مجلس الأمن الدولي يوم 22 أفريل المقبل ".
وفي ذات السياق، نشرت منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" تقرير إدانة حول محاكمة المعتقلين المدنيين الصحراويين الـ 24 لاكديم ايزيك الذين أصدرت في حقهم المحكمة العسكرية للرباط أحكاما ثقيلة في شهر فيفري الفارط. ووصفت هذه المحاكمة بالجائرة، مؤكدة أن قرار محاكمة مدنيين أمام محكمة عسكرية "يعد خرقا للمبادئ الأساسية الدولية الخاصة بالمحاكمات المنصفة".
وترى هذه المنظمة أنه "يجب على المغرب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين الصحراويين أو منحهم محاكمة جديدة تكون هذه المرة منصفة أمام محكمة مدنية"، و أنه "يبدو أن المحكمة قبلت باعترافات المتهمين كأدلة دون التحقيق حول تأكيدات المتهمين بأن هذه الاعترافات انتزعت منهم تحت أثر التعذيب"، وأضافت: "لقد صرحوا أنهم أبرياء من كل التهم المنسوبة إليهم.. ينبغي على السلطات أن تمنح المتهمين حق إعادة المحاكمة أمام محكمة مدنية وإطلاق سراحهم مؤقتا، ما لم تملك أسبابا مقنعة لتبرير حبسهم الاحتياطي".
ويشير التقرير إلى أن "الحكم الكتابي للمحكمة لا يتناول بالتفصيل الأدلة التي اعتمدت عليها لإدانة كل المتهمين، كونها لا تذكر أي قرينة أخرى، ويبدو أن الحكم يقوم على الاعترافات التي قدمها المتهمون للشرطة"، لكن "المحكمة رفضت العرائض التي قدمتها هيئة الدفاع للتحقيق حول ادعاءات المتهمين، والتي تفيد بأن أعوان الشرطة عذبوهم وأجبروهم على التوقيع على محاضر لم يقرؤوها"، حسب المنظمة.
وتذكر المنظمة من جهة أخرى أن المقرر الخاص للأمم المتحدة حول التعذيب وأحكام أخرى أو المعاملات الوحشية واللاإنسانية أو المهينة، خوان منداث، كان قد صرح في تقريره حول المغرب الذي نشر في فيفري الفارط أنه فيما يخص الصحراء الغربية "تتم ممارسة التعذيب وسوء المعاملة للحصول على الاعترافات وبأن أعوان الأمن العمومي المغربيين يلجؤون إلى استعمال مفرط للعنف إزاء المتظاهرين الصحراويين".
وتزامنا مع زيارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إلى المغرب ابتداء من اليوم، وجه الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، أمس الثلاثاء، رسالة إلى الرئيس الفرنسي، يؤكد فيها أن موقف فرنسا تجاه القضية الصحراوية يشكل عائقا أمام السلام والعدل، مشيرا إلى أنه لم يفت الأوان لإعادة النظر في هذا الموقف.
وذكر الرئيس الصحراوي بأنه في سنة 1975 تم تحويل مسار تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية الذي حددته اللوائح الأممية ومحكمة العدل الدولية "بشكل مفاجئ بقوة مخالفة للشرعية الدولية"، كما تأسف قائلا: "لقد فاجأنا الموقف الذي تبنته فرنسا حيال هذه الأحداث بكل صراحة وخيب أملنا لأننا نعتقد أنه لا يعكس أفضل التقاليد والقيم الجمهورية التي جعلت من فرنسا أمة يقتدى بها في مجال كفاح الشعوب من أجل العدالة والحرية ومنبع مفهوم حقوق الإنسان".
:qqq: