الأشفية النبوية للعصرقَدَرُنا أن هذا العصر مليء بالجدال ومليء بالأفكار منها الراشدة ومنها الشاردة ولذا ينبغي على كل مسلم أن يُحصِّن نفسه ويُعطي المناعة لمن حوله ضد التيارات الشاردة والأفكار الواردة التي تحاول أن تهدم هذا الدين أو تُشكك في أصوله في كتاب الله وفي أقوال رسول الله صلوات ربي وتسليماته عليه
وستجدون إذا نظرتم بأعين قلوبكم إلى كتاب الله أن الله جهَّزنا بكل عُدَّة نحتاجها في كل مواقفنا في هذه الحياة إن كان مع الكافرين أو المكابرين أو المجادلين أو المشركين أو أي طائفة تخطر على بالك من طوائف الخلق التي نراها ونسمع حواراتها ونرى على النت وعلى غيره أفكارها وسؤالاتها
ومن جملة هذه الأمور أنهم يقولون: إن كل نبي بعثه الله - كما تقولون - بمعجزة تتناسب مع قومه الذين بُعث فيهم أو إن شئت قلت: على شاكلة الفن الذي برعوا فيه فموسى برع قومه في السحر فأيَّده الله بالعصا التي إذا ألقاها تلقف ما كانوا يأفكون من السحر
وعيسى برع قومه في الطب فأعطاه الله إمكانات لم تصل إليها قدراتهم المحدودة في الشفاء بالأدوية التي استنبطوها في مجال الطب فكان يُبرئ الأكمه والأبرص ويُحيي الموتى بإذن الله وذلك أمر عجز عنه كل أطباء زمانه بل ومن بعدهم إلى يوم الدين
ويقولون: إنكم تقولون أن النبي الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ظهر في العرب وقد اشتهروا بالفصاحة والبلاغة في النطق والخطابة والكلام فأعجزهم بالقرآن الذي تنزَّل عليه من مولاه
ولذلك كان يبلغهم ويختبرهم فمرة يقول لهم {فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ} ومرة يقول لهم {فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ} ومرة يقول لهم { فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ}- إلحظ معي ما يأتي - لكنكم تقولون: إنه نبي لآخر الزمان وليس بعده نبي إلى يوم القيامة وهذا يقتضي أن يكون له في كل زمان معجزات تؤيده وتدل على نبوته إلى يوم القيامة فما هذه المعجزات؟
ويظنون أنهم أتوا في هذا السؤال بقاسمة الظهر مع أن الإجابة يستطيع أن يجيبها أصغر مسلم من المسلمين قد يكون رجلاً أمياً لا يعلم إلا قدر قليل من آيات كتاب رب العالمين فالقرآن الكريم معجزة خالدة إلى يوم القيامة وفي كل يوم يظهر في إعجازه باب جديد وفتح جديد يدل على أنه وحده من بين ما يُنسب إلي النبيين والمرسلين من الكُتب التي نزلت عليهم هو الكتاب الذي حفظه الحميد المجيد والفضل ما يشهد به الأعداء
عالم فرنسي كان جرَّاحاً وعندما بدأ التآكل أو شيء من التحلل البسيط في جثة رمسيس الثاني المحنطة في المتحف المصري أشار الخبراء الفرنسيون - وهم الذي يهيمنون على الآثار في بلدنا في كل ربوعها – بضرورة نقل هذا الجثمان إلى باريس لمعالجته
وكان كبير الجراحين الفرنسيين المشرف على ذلك اسمه موريس بوكاى عندما نظر إلى جثة فرعون وفرعون قد لا يكون هو رمسيس الثاني لأن ما قد كتبه المؤرخون بحسب ما وصلوا إليه أن فرعون موسى هو رمسيس الثاني وقد يكون غيره المهم أنه فرعون موسى عندما رآه وكشف عليه قال: إن هذه الجثة غرقت في بحر مالح قالوا: ولِمَ؟ قال: لأن الملح يتخلل كل أجزائها وملح بحري
فأخذوه وحلَّلوه فوجوده من عينة الأملاح الموجودة في البحر الأحمر فتعجب من ذلك فقال له أحد المرافقين المصريين: إن هذه الجثة حفظها الله ونطق بذلك كتاب الله قال: وماذا قال؟ قال: قال الله تعالى {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} يونس92
فدُهش الرجل وقال: أقرآنكم بهذه الدقة؟ قال: نعم وأكثر منها وبعد أن انتهى من مهمته ورجع فرعون موسى إلى مقره بالمتحف المصري تفرَّغ الرجل لدراسة الكتب السماوية من باب الآيات العلمية وما يطابقها من العلوم العصرية والمستحدثات في العلوم العصرية وبعد دراسة طويلة درس فيها التوراة ودرس فيها الإنجيل ودرس فيها القرآن كتب خلاصة بحثه في كتاب سمَّاه (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث)
وقرر بعد أن ذكر الآيات التي ذكرتها التوراة وعدم مطابقتها للعلم والآيات العلمية التي ذكرها الإنجيل ومخالفتها لنتائج العلم ثم جاء إلى القرآن وقال: القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا توجد فيه آية أو بعض آية تخالف ما وصل إليه العلم الحديث في أي باب من أبواب المعرفة وقد أسلم هذا الرجل
بِمَ تُسمون ذلك؟ إعجاز حجة من الله أن هذا الكتاب مُنزل من عند الله وأنه وحده المخصوص بقول الله {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر9
فلو كان ما ذُكر في كتب الأولين حقاً من عند الله لما خالف قواعد العلم لكن هذا يدل على أنهم حرَّفوه وغيَّروه وبدَّلوه وكتبوه من عند أنفسهم لكن حجة الله على العالمين هي كتاب الله
ابحث في أي علم جدَّ أو سيستجد بالمنهج القرآني الذي يقولون عليه علمياً إنه المنهج العلمي تجد أن كل آيات القرآن تطابق كل ما أُلهم به الإنسان في أي شأن من الشئون ليكون بذلك المعجزة الخالدة الباقية إلى يوم القيامة