تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة 28167010
تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة 28167010
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


ذكر عدد المساهمات : 1237
تقييم الأعضاء : 1
تاريخ التسجيل : 03/01/2011
الموقع : https://startimes17.yoo7.com

تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة Empty
مُساهمةموضوع: تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة   تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة Icon_minitimeالجمعة يناير 09 2015, 13:29

Smile Smile

تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة

تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة
تأصيل للشخصية الإسلامية وتأمين لمقوماتها



بسم الله الرحمن الرحيم

{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ * وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 144 - 146].
تتناول هذه الآية الكريمة حادثًا عظيمًا في تاريخ الجماعة الإسلامية، كان له آثار ضخمة في حياتها، وذلك من حيث تأصيل الشخصية الإسلامية وتأمين مقوماتها على مر العصور، ويتمثل هذا الحادث العظيم في تحويل الجماعة الإسلامية في المدينة المنورة من توجيه صلاتهم من بيت المقدس إلى الكعبة، وذلك بعد ستة عشر أو سبعة عشر شهرًا من الهجرة، وذلك في شهر شعبان على أرجح الروايات؛ حيث صدر الأمر الإلهي الكريم باتجاه المسلمين في صلاتهم إلى المسجد الحرام.
وقد جاء تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام خطوة أساسية في تلك المرحلة الحاسمة من بناء الرسول الكريم للجماعة الإسلامية في المدينة المنورة، وجهاده - صلى الله عليه وسلم - في تنظيم كافة شؤون الجماعة الإسلامية، وإعطائها - بصفة خاصة - شخصيتها المتميزة، القادرة على النهوض برسالة الإسلام خاتم الأديان، وهي الرسالة التي اختص الله - سبحانه وتعالى - الجماعة الإسلامية بها، وذلك في قوله تعالى: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [الحج: 78].
وتؤكد الآيات الكريمة تحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى المسجد الحرام باعتباره البيت الذي حمل إبراهيم - عليه السلام - أمانة رفع القواعد منه في ظل الأوامر الإلهية، ليكون بيت الله الحرام، إليه يتوجهون، وإليه تشد الرحال للحج، قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96 - 97].
وتتناول الآيات الكريمة أيضًا في تفصيل متتابع تأصيل تحويل قبلة المسلمين إلى البيت الحرام، حيث عنده دعا إبراهيم وابنه إسماعيل الله - سبحانه وتعالى - ليخرج الأمة الإسلامية ونبيها؛ فقال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 127 - 129].
وأوضحت الآيات الكريمة أن تلك العوامل المتعلقة بتأصل البيت الحرام وعمارته، وارتباط الأمة الإسلامية الوليدة بهذا البيت - هو تحقيق لدعاء إبراهيم - عليه السلام - وإسماعيل، وهو أمر كان يعتمل بشدة في نفس الرسول الكريم منذ هجرته إلى المدينة، واتخاذه والجماعة الإسلامية وجهة الصلاة نحو بيت المقدس؛ إذ كان الرسول الكريم يقلب وجهه في السماء، راجيًا من الله الهدى في توجيه القبلة إلى هذا البيت الحرام في مكة؛ حيث ذكرت الآيات الكريمة هذه المرحلة النفسية من حياة الرسول الكريم، وذلك في قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 144].
ويتأكد بهذه الآيات الكريمة عن تحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى المسجد الحرام تأصيل الشخصية الإسلامية، والعمل في نفس الوقت على تأمينها، والحفاظ على مقوماتها على مر العصور، وإلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها، ذلك أن تحويل المسلمين للقبلة أثار عليهم حملة شعواء وضارية من جانب اليهود، الذين اتخذوا من اتجاه المسلمين إلى بيت المقدس في الأيام الأولى من هجرتهم إلى يثرب - المدينة المنورة - ذريعة يستكبرون بها على الدين الإسلامي الوليد، ويرفضون الدخول في هذا الدين، بدعوى أن اتجاه المسلمين في صلاتهم إلى قبلتهم ببيت المقدس دليلٌ على أن دينهم هو الدين، وأنهم الأصل، ومن ثم فلا يجوز دعوتهم إلى ترك دينهم والدخول في الإسلام.
وأخذت حملة اليهود المسعورة على المسلمين طابعًا خطيرًا، قوامه بذر بذور الشك حول هذه الخطوة في حياة الإسلام والمسلمين، استعرضها ابن هشام في "سيرة النبي" قائلاً: "ولما صرفت القبلة عن الشام إلى الكعبة على رأس سبعة عشر شهرًا من مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – المدينة؛ أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفاعة بن قيس، وقردم بن عمرو، وكعب بن الأشرف، ورافع بن أبي رافع، والحجاج بن عمرو حليف كعب بن الأشرف، والربيع بن الربيع بن أبي الحقيق، وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق؛ فقالوا: يا محمد ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها، وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها؛ نتبعك ونصدقك! وإنما يريدون بذلك فتنته عن دينه".
وتولت الآيات الكريمة رد تلك المزاعم الباغية، ودحض ما امتلأت به من افتراءات وخطط مسمومة للدس والتشكيك، وذلك مع الشرح الوافي الأمين لدلالة تحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس؛ إذ لم يكن ذلك إلا سبيلاً لمعرفة من يتبع تعاليم الرسول الكريم عن طواعية وإيمان، ومن ينقلب على عقبيه، اعتزازًا بنعرة الجاهلية وما يتعلق بها من أدران؛ لأن الاتجاه إلى بيت المقدس كان أمرًا شاقًّا على نفوس المسلمين الذين علقت نفوسهم منذ كانوا في مكة قبل الهجرة بالبيت الحرام.
ثم تقضي الآيات الكريمة نهائيًّا على الشبهات التي أثارها "السفهاء" عن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، مؤكدة على أن صلاة المسلمين في فترة توجههم إلى بيت المقدس لم تكن فترة ضياع، وأن الله لا يضيع عبادتهم، وذلك على نحو ما جاء في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 143].
وتختتم الآيات الكريمة بالتأكيد على أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام تأمين للشخصية الإسلامية من الأقاويل والأباطيل التي قد يثيرها أعداء الدين الإسلامي، وسد السبل تمامًا أمام المسلمين لاتباع قبلتهم إلى بيت الله الحرام، وذلك حيثما كانوا وأينما وجدوا، وعلى امتداد "دار الإسلام"، وإلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها؛ قال تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة: 150].
وتمت نعمة الله بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام، منذ تلك المرحلة المبكرة من بناء الأمة الإسلامية، وعلى اتساع أتباعها في كل زمان ومكان، حيث غدت للأمة الإسلامية قبلة واحدة توحد بينهم على اختلاف مواطنها، واختلاف مواقعها من القبلة، واختلاف ألسنتها وألوانها، حيث يجتمع المسلمون من كل اتجاه في أنحاء الأرض جميعا على قبلة واحدة، "قبلة العبادة" كما جمع الإسلام بينهم على عقيدة القلب؛ بحيث صار المسلمون جسمًا واحدًا، وكيانًا واحدًا، إلى هدف واحد، ينطلق من عبادة إله واحد، وإيمان برسول واحد، وهو أمر جعل الأمة الإسلامية كما خاطبها الله سبحانه وتعالى بقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143].


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://startimes17.ahlamoontada.com
 
تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الإسلامية على مذهب السنة و الجماعة :: القضية الفلسطينية والصحراء الغربية-
انتقل الى:  
تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة 837707735

ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

https://i.servimg.com/u/f46/12/36/04/46/anai_c11.gif