نصف ساعة والمدرب الإسرائيلي لغانا يريد الحديث مع الحكمين الجزائريينحادثة طريفة ومثيرة، تابعها الملايين في العالم، عاشتها غينيا الاستوائية الخميس، خلال مباراة الدور النصف النهائي بين البلد المنظم غينيا الاستوائية وغانا التي يدربها الإسرائيلي أفراهام غرينت، الذي أبى طوال الدورة الإفريقية، إلا أن يظهر بقميص بألوان علم الكيان الصهبوني الأبيض والأزرق، وليس العلم الغاني.
وأدار المباراة تحكيم ضمّ جزائريين هما الحكم الرابع مهدي عبيد شارف وحكم التماس عبد الحق آيت شعلي، وبدأت الإثارة في حدود الدقيقة 85 من عمر المباراة، عندما نزل المئات من مناصري غانا خلف المرمى، وتوقفت المباراة لمدة 32 دقيقة كاملة، ظل فيها رأي الحكم الرابع ورأي مدربي المنتخبين هو الأهم حول مصير المواجهة بين التوقيف والاستئناف .
وركزت كاميرا التلفزيون على مشهد هؤلاء الحكام والمدربين، فكان مدرب منتخب غينيا الاستوائية يقترب من الحكم الرابع عبيد شارف فيلقى الإجابة، ويتحدث معه، بينما كلما اقترب المدرب الإسرائيلي من عبيد شارف، إلا وفر من أمامه.
وحتى عندما دخل المدرب الإسرائيلي إلى وسط الملعب لمحادثة ثلاثي التحكيم المتكوّن من الحكم الرئيسي الغابوني أوتوغو كاستان ومساعده الأنغولي جيرسون سنتوس والجزائري عبد الحق آيت شعلي، كان الحكم الجزائري ينسحب بسرعة نحو الخلف، ويرفض مجرد النظر في وجه المدرب الاسرائيلي البالغ من العمر ستين عاما، فتاه المدرب الإسرائيلي فوق الملعب، وبقي يهرول يمنة ويسرة، فلا يجد غير الحكم الغابوني للحديث معه، ليفضل في النهاية الانسحاب على خط التماس.
وعندما انتهت المباراة التي شهدت أحداثا غريبة، وحلقت فوقها طائرة هيليكوبتر، راح المدرب الإسرائيلي المنتشي ببلوغه الدور النهائي، يحتضن لاعبي منتخب غانا ويصافح لاعبي منتخب غينيا الاستوائية والحكم الغابوني والأنغولي، بينما وصلته رسالة مباشرة من الحكمين الجزائريين بأن لا مِساس، في لقطة شاهدها العالم بأسره وأذهلت المدرب الإسرائيلي الذي سبق له وأن درب اللاعبين الجزائريين حسان يبدة ونذير بلحاج عندما قاد نادي بروتسموث الإنجليزي عام 2009، ويخشى المتتبعون أن يبقى المدرب الاسرائيلي في القارة السمراء، وتقوده إحدى المباريات لزيارة الجزائر بجواز إسرائيلي؟