كانت تجلس خائفة في سيارتها من الصعود الى العنوان الذي اعطته لها صديقتها قبل يومين فهي لم يسبق لها ان حضرت لمثل هذه الاحياء من قبل !!!!
كانت تتطلع حولها ونظراتها مليئة بالخوف والاشمئزاز مما تراه عينيها من اوساخ وقاذورات تملأ الشارع الذي تقف سيارتها فيه ..
احست ان كل الناس من حولها يستمعون الى دقات قلبها وللوهلة الاولى ارادت التراجع عن الصعود ولكن كلمات صديقاتها حالت بينها وبين تراجعها ..
فلا زالت كلماتها ترن في أذنيها عن ضرورة الحرص على زوجها وحمايته من النساء اللواتي تحمن حوله فهو شخص وسيم ومميز ومعه من الاموال ما يكفي ليغري
كل النساء وجعلهن يحاولن سرقته منها ؟؟؟؟؟
قامت بطرد الخوف من قلبها وترجلت من سيارتها ومشت باتجاه العنوان المكتوب على الورقة التي تحملها بيدها ..
احست ان الطريق بلا نهاية مع انها فعليا لا تأخذ اكثر من خمس دقائق حسب ما قالته لها صديقتها ...
قامت بصعود الدرج وهي تتلفت يمنةً ويساراً وساورها شعور بأنها على وشك الاغماء من الروائح المختلطة التي تنبعث من هنا وهناك
بخور وعطور ورائحة نيران مشتعلة مختلطة بالقمامة مع روائح البصل والثوم التي تنبعث من تلك الاحياء الفقيرة ..
وكلها تبعث بالنفس شعورا بالمرض والقرف ولكنها كابرت على نفسها واستمرت بصعود الدرج الى ان وصلت الى الشقة رقم ستة .
حيث وحسب ما هو مكتوب على الورقة بأن هذا هو منزل الشيخ المزعوم الذي سيقوم باخبارها بالطريقة الصحيحة التي ستساعدها في حماية زوجها ..
قامت بالطرق على الباب وانتظرت مدة دقيقة حتى يتم فتح الباب لها ..
وأذا بالباب يفتح على مصراعيه ليطل عليها وجه أمراة قبيح لم ترى في حياتها أقبح منه !!!!
كانت بعين واحدة اما عينها الاخرى فهي عبارة عن زجاج ووجها مليء بالبثور الكبيرة والصغيرة الذي وحتى مع ما تضعه عليه من مساحيق
تجميلية والذي يحتاج الى أيام لكي تزيله لم يغير هذا من شدة قبح وجهها !!! .
وترتدي عباءة سوداء بالية أكل الدهر عليها وشرب حتى مل منها ... فقامت بسؤال المرأة عن الشيخ وعما اذا كان موجودا لانها تريد مقابلته ..
فردت عليها بصوت رقيق خالف كل الصورة التي ظهرت بها .. تفضلي من هنا ..
وقادتها المراة عبر ممر طويل الى بأب مغلق وأخبرتها بأن الشيخ في الداخل وما عليها الا ان تطرق الباب ليأذن لها الشيخ بالدخول ..
همت هي بطرق الباب لكن يد المراة امتدت اليها وقالت لها : سأقول لك كلمة واحدة فقط عودي من حيث اتيتي ولا تدخلي الى هنا ارجوك ِ .
فهمت هي بسؤالها عن السبب لكن المرأة قالت لها لا تسألي أية أسئلة فقط غادري ولا تعودي الى هنا فأنت وبمجرد عبورك الى الداخل ستتغير حياتك الى الابد .
لكنها أصرت على الدخول وقالت لها لا استطيع اريد ان أحمي زوجي بأية طريقة ممكنة ..
طأطأت المراة رأسها وتركتها وحيدة تواجه كل ما ستجنيه يداها وأختفت في الداخل ولم يعد لها أي اثر ..
طرقت الباب وسمعت صوت الشيخ في الداخل يأمرها بالدخول ..
ودخلت الى الغرفة التي لم ترى في حياتها مثلها كانت جدرانها بيضاء ومليئة برائحة المسك والعنبر ولا يوجد فيها غير كرسيين وطاولة عليها زجاجة ماء
وكأس بلاستيكية والشيخ يجلس على احد الكرسين .
لم يكن على الصورة التي رسمتها له بأنه قد يكون كبيرا في السن وملتحياً بل على العكس كان وحسب ما قدرت عمره بأنه لا يتجاوز الأربعين من عمره ..
ووسيم الى حد كبير حتى انه يرتدي سروالاً من القماش وقميص عادياً كأي رجل وليس كما تسمع عن الشيوخ وعباءاتهم كان رجلا كغيره من الرجال
وليس هناك علامات تدل فعليا على انه يمارس السحر كما قالت صديقتها .!!!!.
أحس الرجل بترددها وابتسم في وجهها قائلا اجلسي لو سمحتى اعلم انك مستغربة من هندامي ولكني لست كبقية السحرة الذين قد تقابليهم في يوم من الايام ...
جلست وهي خائفة ومترددة وعبثا حاولت ان تنطق ولكن الكلام لم يبارح شفتيها فظلت صامتة وواجمة ترمق الرجل بنظرات ملؤها الاستغراب والخوف ..
فبادر الرجل بسؤالها عن اسباب قدومها اليه وما هي مشكلتها بالضبط وطلب اليها ان تخبره عن حياتها بالتفصيل فاستجمعت هي قواها وبدأت تخبره بتفاصيل حكايتها .
اخبرته بأنها سيدة متزوجة منذ ثلاث سنوات من رجل كانت تعمل عنده وذلك بعد قصة حب دامت سنة كاملة وان لها طفلة عمرها سنة ونصف وتعيش
في بيت خاص بها ولها خادمة ولديها سيارة خاصة بها .
وان زوجها غير مقصر معها في أي شيء ولكنها خائفة من ان يحب زوجها غيرها وان تأتي امراة وتخطفه منها لذا هي تريد منه ان يساعدها على الاحتفاظ بزوجها
وان لا يدعه يرى في حياته أمراة غيرها وان لا يهتم بسواها أي بمعنى اخر انها تريده كالخاتم في يدها هي تطلب وهو ينفذ !!!! .
اخبرها الرجل وهو يبتسم بأن طلبها سهل ولكن طريقة تنفيذه تعتمد عليها وان عليها ان تقوم بكل ما سيطلبه منها ودون أي تردد او خطأ ..
وان أي خطأ سترتكبه سيكلفها هذا غاليا .. وافقت هي على كل قاله واستمعت لما يقوله بأنتباه تام .
اخبرها بأنه سيعطيها مجموعة من الاوراق الملفوفة بشريط لونه اسود هذه الاوراق مقروء عليها كل الادعية والايآت القرانية التي تحمي الانسان وتحصنه من العين والحسد .
عليها ان تنزع الشريط الاسود عنها وتقوم بنقعها في ابريق من الماء المغلي وتخبئه عن ضوء الشمس مدة ثلاث ايام بعدها عليها ان تخرج الاوراق منها عليها ان تقوم
بتنشيفها في الشمس وطحنها وخلطها في الطعام او القهوة او حتى الشاي ليقوم زوجها بشربها شريطة ان لا يتناول أي احد منها الا زوجها فقط ...
لكن قبل ان تقوم بنقع الاوراق عليها ان تٌبيت تلك الاوراق في فم احد الجثث الميتة حديثاً على ان تظل ليلة كاملة في فم الميت !!!!!
صعقت هي من طلبه فكيف تستطيع هي فعل ذلك وكيف تستطيع وضعها في فم أحد الاموات .؟؟؟؟؟
حاولت هي الاعتراض على ما يطلبه لكنه أصر على ما طلب ورفض تبرير ما طلبه منها واكتفى بالاصرار عليها لتضع الاوراق في فم أحد الجثث !!!!! .
أخبرها بأنه وفي استطاعتها أن تذهب لأحد المستشفيات وتطلب من هم في المشرحة ان يضعو الاوراق في فم احد الاموات هناك ..
وتعود هي في اليوم التالي لاستلامها بعد ان تدفع للشخص هناك مبلغاً من المال ..
وقام باعطائها رقم هاتفه لتخبره بكل خطوة تقوم بها وقامت بدفع مبلغ كبير له بناء على ما طلبه مع انها لم تتوقع ان يكون المبلغ كبيرا
ولكنها لم تهتم فزوجها يستحق كل الاموال التي ستدفعها عليه لانها لا تريد ان تخسره بأية طريقة كانت ..
غادرت الشقة وهي محتارة في كيفية تنفيذ ما طلبه ولكنها قررت اتباع نصيحته والذهاب الى المستشفى ومحاولة اقناع احد العاملين في المشرحة بمساعدتها ..
نظرت الى ساعتها فوجدتها تقارب على الثانية عشرة ظهرا ً وهذا يعني ان امامها متسع من الوقت لكي تذهب الى المستشفى وترجع الى المنزل قبل ان يعود زوجها لتناول طعام الغذاء ..
وقامت بالاتصال مع والدتها وأطمانت على طفلتها التي تركتها لديها فاخبرتها امها ان الطفلة نائمة منذ ان تركتها وطلبت منها ان لاتتاخر في العودة .
وصلت الى المستشفى وهي مترددة بين الاستمرار في ما ستقدم عليه وبين التراجع عنه ولكن صورة زوجها لم تفارق خيالها
فشجعت نفسها على الاستمرار ونزلت من سيارتها باتجاه المستشفى .
نزلت الى طابق المشرحة الارضي واحست انها مرعوبة من مجرد المرور هناك فقررت الانتظار ريثما يطل عليها احد العاملين هناك ..
فشاهدت هناك احدى العاملات التي تقوم بتنظيف المشرحة فقررت ان تطلب منها لعلها تتفهم موقفها كونها سيدة مثلها .
وهي ستقوم باعطائها مبلغا من المال .. لكي تقوم بكل ما ستطلبه منها ..
قامت بمناداتها وسالتها عن وقت استراحتها وطلبت منها موافاتها الى موقف السيارات بعد ان تنهي عملها ....
استغربت العاملة من طلبها ولكنها وعدتها بموافاتها الى هناك بعد ان تخرج للاستراحة .
انتظرت في سيارتها مدة نصف ساعة ريثما حضرت العاملة قامت باخبارها بما تريده منها وانها ستدفع لها مبلغاً كبيراً
تفاجات العاملة بحجمه وعلى دفعتين الدفعة الاولى الآن والثانية بعد ان تستلم الاوراق ...
في البداية حاولت العاملة التهرب لكنها عادت ووعدتها بمضاعفة المبلغ لها لقاء قبولها وضع الاوراق في فم الميت ..
وافقت العاملة على طلبها واخبرتها انها ستاتي غدا صباحا لتاخد الاوراق ودفعت لها الدفعة الاولى واخذت رقم هاتفها لكي تاتي في
الصباح وتقوم باخذ الاوراق وعادت الى منزلها وكان شيئا لم يكن ..
احضرت طفلتها وجهزت طعام الغذاء لزوجها وجلسا وتسامرا وهي تفكر بكل ما فعلته اليوم ولم تصدق بانها قامت بكل تلك الامور ..
في صباح اليوم التالي وبعد ان غادر زوجها الى العمل حملت طفلتها وانطلقت الى المستشفى بعد ان هاتفت العاملة وتاكدت
بأنها قامت بكل ما طلبته منها وانتظرت في الموقف ريثما اتت العاملة ..
واحضرت لها الاوراق الملفوفة واخبرتها انها وضعتها في فم احد الاموات الذين احضروهم بالامس وهو شاب يبلغ من العمر اثنين وعشرين عاما ..
تناولت منها الاوراق ودفعت لها بقية المبلغ وانطلقت عائدة الى بيتها وفور عودتها وضعت تلك الاوراق كما طلب منها الشيخ في ابريق من الماء وخبأتها في الخزانة ..
مرت الايام الثلاثة ثقيلةً على نفسها وهي تنتظر بفارغ الصبر ان تنتهي لتقوم بطحن تلك الاوراق و البدء في استخدامها ..وقامت بالاتصال مع الشيخ واخباره بكل ما فعلته .
وبعد انتظار طويل انتهت الثلاثة ايام وقامت بطحن الاوراق كما اخبرها الشيخ وقررت ان تضيفها الى القهوة لأن زوجها يشرب القهوة كثيرا ..
واتصلت مع الشيخ واخبرته عن نيتها بوضع المسحوق في القهوة واخبرها بأنه لا بأس في ذلك .
في المساء وبينما كانت جالسة مع زوجها كانت تنتظر بفارغ الصبر ان يطلب منها ان تصنع له فنجاناً من القهوة ولم يكد يطلب حتى هبت الى المطبخ لتقوم بصنعه له ..
قامت بصنع فنجان القهوة له واحضرته وجلست معه ريثما انهى قهوته وتحدثا لبعض الوقت وخلدا الى النوم ..
كانت تغط في نومٍ عميق عندما احست ان هناك يداً تهزها بقوة وتنادي عليها بصوت مرتفع ..
جلست من نومها مفزوعة لترى زوجها يتلوى من الألم ويصرخ بكل قوته من وجع معدته !!!!
احست هي بالخوف عليه واحتارت في ما يمكنها ان تفعله فاتصلت في الاسعاف الذين حضروا الى الفور وحملوه الى المستشفى ..
كانت تجلس معه في سيارة الاسعاف وهي تحمل طفلتها بين يديها واتصلت وهي في السيارة بوالدتها وأشقائه لكي يوافوها الى المستشفى .
كانت تبكي من شدة الخوف عليه وتلوم نفسها قائلة لعل تلك الوصفة سببت له هذا الألم ؟؟؟! .
وقالت في نفسها لا اريد ان استمر بها بعد ان أطمأن عليه ساقوم بالتخلص منها هو من مرة واحدة أصابه الألم ..
ماذا يمكن ان يحدث له اذا استمر بتناولها ..؟؟؟؟؟
وصلت السيارة الى المستشفى ودخلت الى قسم الطوارئ مسرعة خلف زوجها وهي تبكي والطفلة تصرخ بين يديها ووجدت هناك والدتها واشقاء زوجها .
فتناولوا منها الطفلة واجلسوها ريثما يتم عمل الاسعافات لزوجها ومعرفة ما جرى له ...
كانت لا تنفك تبكي ودموعها على خديها وهي قلقة وخائفة من ان يكون زوجها قد تاثر بما شربه ..
طال انتظارهم في بهو المستشفى ولا أحد من الاطباء يطمئنهم ...
فجاة خرج احد الاطباء من الغرفة التي كان زوجها فيها ليخبرهم بأنه وللأسف قد فارق الحياة !!!!! ..
احست بان الدنيا قد ضاقت عليها وبأنها لا تسمع ولا ترى وبانها لا تقوى حتى على الحراك هل ما تسمعه حقيقة ؟؟؟
هل مات فعلا ؟؟؟ كان معها منذ بضع ساعات ؟؟؟ احست بأن روحها تفارق جسدها فهي لن تعود قادرة على رؤيته !!!
لقد ذهب هكذا دون كلمة وداع واحدة تركها هكذا ودون اية مقدمات صورته الحبيبة لن تكون معها بعد اليوم ؟!!! ..
احست برغبة عارمة في الضحك واخذت تضحك بطريقة هستيرية وسط دموعها التي تغرق وجهها
هي من كانت تبحث عن طريقة تحميه فيها ها هو قد غاب في تلك الرحلة الابدية التي لا رجعة منها !!!! .
أخذت تصرخ في المستشفى بأعلى صوتها قائلةً لقد قتلته انا من قتلته صدقوني انا من خسرته انا من دفعه الى الموت ..
اخذت تضحك وتبكي وتصرخ وتقول انا من قتلته انا انا بغبائي وبجهلي وبأنانيتي وبعدم ثقتي بنفسي ..
أنا من قتلته صدقوني انا من جنيت عليه .... حبي الكبير له هو من جنى عليه ..
كان والدتها واشقأئه ينظرون اليها وهم غير مصدقين ما تقوله !!!! كيف يمكن ان يكون حبها له سبب وفاته ؟؟؟ ..
هنا تدخل الطبيب وأخبرهم ان سبب الوفاة يعود الى التسمم ... لأن نتائج الفحوصات التي اجروها في الداخل تدل على ذلك !!!! .
فجلست على ارض المستشفى وأخبرتهم بكل ما فعلته وكيف أنها حاولت ان تسحره وتبقيه الى جانبها
واخبرتهم كيف ذهبت الى الشيخ وبكل ما طلب منها فعله وكيف انها قامت بوضع الاوراق في فم احد الجثث ..
في احد المستشفيات وكيف قامت العاملة في المشرحة بمساعدتها ..وشرحت لهم كل ما جرى بالتفصيل التام ...
كانوا يستمعون لها وهم غير مصدقين ما أقدمت عليه هل أصابها مس أم انها تقول الحقيقة ؟؟؟؟
فجأة قال الطبيب أظن انه وحسب ما تقول انها وضعت الاوراق المسحورة في فم احد الجثث ..
لعل هذا هو سبب الوفاة أذ يبدو ان تلك الجثة كانت ميتة نتيجة التسمم وقامت تلك العاملة بوضعها بطريقة عشوائية
و بدون قصد بناء على ما طلبته زوجة المتوفي فحدث ما حدث ...
او لعل ذلك المشعوذ قد اعطاها أياها عن قصد انا عن نفسي مضطر ان أبلغ الشرطة بكل ما حدث لتباشر التحقيق في الحادثة ..
كانت لا تزال تجلس على ارض المشفى عندما قدمت الشرطة لاخذها .. لم تعي شيئا مما حولها ولم تحرك ساكنا لتقاوم الاصفاد عندما وضعوها في يديها ..
حتى عندما وضعوها في سيارة الشرطة كانت غائبة تماما عن كل ما يحدث أو ما سيحدث لها ...ففي مخيلتها لم تكن تفكر الا بعقاب الله الفوري الذي نالته على كل ما فعلته يداها ..
وتتمنى في داخلها ان يكون في هذا العقاب الالهي كفاية لها على كل ما فعلته يداها ...
تقبلوا مني كل التحيات