السلام عليكم
سمير وسامر صديقان , كلّ منهما يحبّ الآخر بدرجة كبيرة, ويستعدّ للتضحية بروحه من أجل صديقه , كانا في مقتبل العمر
وبقيا معاً حتى أتت الّلحظة التي فرّقت بينهما وهي أداء الخدمة الالزامية في دولتهما, افترق الصديقان
وذهبا لأداء الخدمة ولكن شاءت الظروف أن تجمعهما مرّة أخرى فالحظ حالفهما وذهب الاثنان لنفس المكان ليؤديّا واجبهما
الوطني , بسبب قوة صداقتهما وإخلاصهما لبعضهما ,قرّر العميد في الجيش أن يسلّمهما سويّاً طاقم قوات التجسّس على العدوّ,
وبعد فترة وجيزة وصل خبر للبلاد أنّ هناك حرباً قادمةً عليهم ,وسرعان ما طلب قائد الجيش من سامر وصديقه أن يحاولا
التجسّس مع قوّاتهم كي ينقلا كل الأخبار السريّة إلى بلادهما , اتفق سامر وسمير أن يذهبا سويّاً وبمفردهما بعد إذن قائد الجّيش ,
وأثناء محاولتهما تمّ إلقاء القبض عليهما من قبل قوّات العدوّ , والغريب في الأمر أنّ الّذين ألقوا القبض عليهما لم
يمسّوهما بأيّ سوء بل أخذوهم بهدوء إلى قائد قوّاتهم , لم يضربوهم لأنّ العدوّ عرف
أنهما تابعان لقوات التجسّس فأرادوا أن يجعلوهما يتجسّسان لمصلحة العدو وأن ينقلا كل أخبار بلادهم إلى الأعداء ,
وفعلاً من أوّل جلسة طلب منهما قائد الصهاينة أن يخبراه بكل شيء عن بلادهما فرفضا ذلك رفضاً باتاً ,
وبقي يحاول معهما ساعات عدّة ويقول لهما أفضل من أنّ أعذّبكما , أخبراني بكل شيء وسأترككما تذهبان , فبقيا
يرفضان هذا الطلب, وفي النهاية قال لهما أنه سيعطيهما مبلغ 20 مليون دولار في حال أخبراه
, ووقّع لهما على سنداتٍ, فرفض سمير ولكنّ سامر بدا وكأنّه اقتنع بالفكرة, أخذوهما للسجن كي يفكّرا في الأمر وبعد
24 ساعة قاموا بإحضارهم , قال لهم سمير: والله لو قتلتموني و عذّبتموني لم ولن أخبركم حتى عن اسم قائدي في الجيش,
فلطمه الجنديّ على وجهه بكل قوّته فسقط أرضاً دون حراك, أمّا سامر فقال:
إنّه موافق و مستعد لأن يخبرهم بكل شيء من أجل الحصول على المال, فابتسم قائد العدو
وقال له :اذاً خذوه ليغسل وجهه وأطعموه وبعد 3 ساعات أحضروه كي نجتمع مع بعضنا, وطلب منهم أن يعيدو سمير للسجن
ليتلقى العذاب, وهنا طلب سامر من قائد العدو أن يعطيه فرصة لإقناع صديقه بفكرة أن يخبرهم بكل شيء, فوافق قائد العدوّ,
وفي السجن
قال سامر لصديقه: أخبرهم أنّك تريد الاعتراف بكل شيء ولكن بعدها اصمت وأنا سأتحدّث وهكذا ننجو نحن
الاثنين ولكن أنت لا تعد خائناً لبلدك أمّا أنا أكون قد ساعدتك وحصلنا على المال, ردّ عليه سمير: هداك الله
ياصديقي, لا ولم ولن أخون وطني ولو كلّفني ذلك روحي وعائلتي وكل ما أملك, وهنا ذهب سامر بعد أن قال له أنت من
جنيت على نفسك,ورحل سامر تاركاً صديقه ليخبر العدوّ بكل الاسرار عن وطنه , وفجأةً ! سمع سامر صوتاً يقول : حسناً خذني معك
سأخبرهم بكل شيء, لا أريد أن أموت هنا,فابتسم سامر وذهب مع سمير إلى قائد العدوّ, وعند وصولهما إلى القائد وقبل أن يجلسا
معه أخذ سمير المسدّس من أحد الجنود الذي بجانبه و أطلق على سامر عدة طلقات وعلى قائد قوات العدوّ وهو ينادي:
وطني الحبيب أغلى من أي صديق, وبنفس الّلحظة تلقّى سمير طلقة في رأسه واستشهد بعد أن أنقذ وطنه من خيانة عظمى
وكان هو الوفيّ المخلص لوطنه.