فجأة سمعت صراخا يأتي من الخارج !!
ركضت إلى شرفة المنزل أطل ما الأمر وماذا حدث؟ هل هي حادثة أم إعتداء!!
لم أرى شيئا .. !! عجيب ... لكني سمعت صراخ إمرأة أو فتاة ؟!!
عدت إلى مكاني .. إلى مكتبي ..إلى دفتر يومياتي أحدثه ..
مافتئت أجلس على الكرسي حتى سمعت صراخا يأتي صداه وهذه المرة صرخة قوية.. تنادي! ساعدوني .. ساعدوني ..
لم أعرف ماذا أفعل ولا كيف أتصرف !!
أركض من شرفة البيت إلى غرفتي .. أبحث عن هاتفي النقال كالمجنونة .. لم أجده
ماذا أفعل ياإلهي ؟؟ كيف أبلغ الشرطة ! وهاتفي مفقود؟
وتوالت الصرخات التي كانت كل صيحة أقوى من التي قبلها..
أخذت مفتاح سيارتي .. وركضت إلى الأسفل أبحث عن شيء أدافع به عن نفسي.. لم أجد شيئا سوى ذكريات أليمة وصور عائلتي التي سافرت وتركتني وحيدة .
من كثرت الصراخ لم أعرف كيف أتصرف .. غلقت الباب وركضت أبحث في الجوار عن سبب الصراخ ومن أين يأتي وكيف لهذه المرأة أن تصيح بهذه القوة ..؟
وعلى بعد مترين .. وقفت ساكتة مما أرى .. صدمة ومفاجأة لم تكن في البال !
نعم ...
حقيقي ماأرى .. إنها فتاة حامل .. في شهرها التاسع ..
وقد حان موعد ولادتها .. لكن ماذا يحدث لماذا كفت فجأة عن الصراخ ؟
وأنا أرتعد من خوفي .. اقتربت إليها ... أسألها سيدتي هل أنت بخير ..؟
فوجدتها تتنفس بصعوبة بالغة وعرق يتصبب منها .. مياه على الأرض .. منظر مريب وحظ عاثر لهذه الفتاة التي إختارت ركن من أركان حديقتي حتى تقع عليه..
أخرجت سيارتي بسرعة .. وحملتها بمهل وأركبتها السيارة وهي غائبة عن الدنيا...
قطعت مسافة ليست قصيرة وبسرعة لم أقود بها أبدا .. وأضواء السيارة مفتوحة .. بغية إنقاذ الأم وطفلها .. وصلنا المستشفى .. نزلت أركض أبلغ عن المرأة التي معي في السيارة ..
لا أحد في الطوارئ ! ماذا يحصل في هذا المستشفى ؟ توجهت إلى الإستعلامات ...
تحدثت إليهم .. أرجوا مساعدتي لدي حالة طارئة أم في حالة خطيرة ساعدوني ..
الحمد لله.. ظهرت إحدى الممرضات ..
أخبرتها بالحالة الطارئة وبسرعة أخبرت المستعجلات ..
الحمد لله كل شيء بخير ..
أحضرواالنقالة .. فوضعوا الأم عليها وأدخلوها إلى غرفة العمليات مباشرة ..
***************************
مرت ساعتين .. وأنا أنتظر في غرفة الإنتظار .. وأدعوا الله لها بالسلامة والنجاة من هذا الظرف الذي وقعت فيه المسكينة ..
فخرجت الممرضة تركض تبحث عن شيء .. سألتها ماذا يحدث؟ يلزمنا دم حالا .. لأن الحالة خطيرة جداا ..
مرت ساعات طويلة وأنا أنتظر مثل المجنونة ..
آآآآآه .. وأخيرا .. خرج الطبيب من غرفة العمليات ..
دكتور .. كيف حالها ..؟ بخير .. لكنها كانت ولادة صعبة جدا ..
أين هو زوجها ؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا أدري دكتور ..
حسنا بعد قليل يمكنكي رؤيتها .. راائع سأرى المولود .. لكن فاتني أن أسأله هل بنت أم ولد؟
ـ صعدت الغرفة .. لم أجد المولود .. سألت الممرضة .. عنه .. كيف حال الرضيع ؟
أجابتني بصوت حزين ..كان لدينا حلين إثنين .. كيف ؟ أن ننقذ الأم أو الإبن ؟ حاولنا إنقاذ الإثنين .. نجحنا لكن لا أريد أن أجعلك تتأملي المولودة في حالة خطيرة جدا.. دارت بيا الأرض .. وتلعثمت ولم أجد عبارات أرد بها .. فجلست مكاني أدعوا الله أن ينقذهما ..
فاقت الأم وسألت عن مولودتها .. أين رضيعي ؟ أخبرتها أنها مولودة جميلة .. وبصحة جيدة ..
شكرتني .. وقالت لي ناوليني حقيبتي .. ناولتها إياها .. قالت لي أرجوكي إفتحيها.. فتحت الحقيبة فوجدت أنها فتاة قاصر لا يتجاوز عمرها 17 عاما... متزوجة زواج عرفي .. وبدون علم أهلها ..!!
أخبرتها أنه يريدون إسمها في المستشفى .. أعطتني البطاقة التعريفية .. وأنا أقرأ إسمها الكامل أفاجأ من أنها إبنة عائلة ثرية .. ومعروفة .. لكن مالداعي لإرتكاب مثل هكذا أمور.. وفي السر ؟
وما دخلي أنا ؟؟ كل حر في نفسه .. مرت 3 أيام .. تحسنت الأم وتعافت نسبيا المولودة .. فاقترحت والدتها أن تسميها على إسمي .. ـ بسمة ـ أعجبتني الفكرة كثيرا ..
وساعدتها حتى شفيت تماما ..
عند سماع زوجها خبر أنه أصبح أبا ركض جريا إلى المستشفى لكن ذلك اليوم كان يوما مؤلما حيث عند اللقاء حصل الفراق .. بعد أن تعافت الطفلة بسمة .. تدهورت أوضاع أم بسمة مع عائلتها .. وكان الضحية الوالد الذي أتى لرؤية ابنته بعد ولادتها .. وحتى يعترف والداها به وبزواجهما .. حادث غريب قضى على حياته قبل رؤية ابنته!!