كلمة صدق
لابد لي ان اذكر ان كتابة هذا المقال قد كلفتني شهرا كاملا من الدراسة والبحث, فالمسرح الفرنسي يحتل بفلسفاته وافكاره وتياراته العديدة ومسرحييه الاسس العلمية للمسرح العالمي.
فهو مرتبط ارتباطاً عضويا فاعلا يتأثر فيؤثر بالادب من ناحية، وبالاجتماع والاقتصاد من ناحية اخرى, وبعد ذلك فلا نعجب اذا امتدت اشعاعات المسرح الفرنسي الى كل مسارات العالم، بما فيها المسارح العربية ايضا، ولما كانت الجهود كثيرة، والتيارات الاجتماعية والسياسية والفنية متعددة الاتجاهات، فان المقال سوف لا يسقط واحدا منها، وانما سيلجأ الى الاختصار في المعالجة، تاركا المهتمين الى الرجوع الى مصادر واسعة، خاصة ونحن نتحدث عن قرن كامل بأكمله هو القرن العشرون.
تيارات متعددة
منذ الاربعينيات ويطلق على العاصمة الفرنسية باريس عاصمة الثقافة ، ولعل الفضل يعود في هذه التسمية الى ذلك الجيش الادبي من كتابها المسرحيين ومخرجيها كذلك, كما لا يمكن دحض المساعدات الحكومية لمسارح فرنسا في الريف والاقاليم الفرنسية قبل العاصمة، والمباني المسرحية يرتفع بناؤها لمسارح جديدة عاما بعد عام, كما كان انشاء بيوت الثقافة في مختلف المدن الفرنسية على يد كاتب القصة ووزير الثقافة، اندريا مالرو 3/11/1901 23/11/1976 A.MALRAUX دفعة الى شعبية المسرح وانتقاله الى الاحياء بدلا من ذهاب الجماهير البسيطة الى الدار المسرحية, ناهيك عن انطلاق نوعيات جديدة من المسارح تحمل معها فلسفة لم تعرفها مسارح العالم من قبل مسارح السرداب، المقاهي، الفنادق ، الى جانب ابتكار قفزات فنية في فنون التمثيل المسرح الشامل، مسرح التمثيل الصامت البانتومايم PANTOMIME، المسرح القومي الشعبي) المسرح الجامعي، المسرح التجريبي، مسرح الشباب، الامر الذي استغرق قرنا كاملا من العمل الدؤوب لفنانين وتشكيليين ومسرحيين علموا العالم بأسره لب وظائف المسرح وثقافته.
إثر مدخل القرن العشرين تحكمت في الحياة المسرحية ثلاثة تيارات فكرية ادبية في المقام الاول وفي انفصال عن بعضها البعض:
1 مسرح البوليفار BOULEVARD يعرض كوميديات وفورفيلات فجة تخدم الذوق والمزاج الفرنسي المتدني.
2 المسرح الكلاسيكي التقليدي.
3 مسارح الطليعة AVANT - GARDE.